د. يوسف بودن: أعشق السينما لأنها تقع في صلب العمارة، لا لأن الحكاية السينمائية تجري في سياقات معمارية وإنما لكونهما يقترحان على القارئ طريقة في السكن في العالم. والفيلم (أصحاب ولا أعز) الذي تابعته اليوم يقترح على المشاهد سكنا في "اللاماكن " كما يحب (مارك أوجي) أن ينعت خطاب الحداثة الفائقة. في بيت بعيد عن النسيج المديني، سعيد بعزلته الإجتماعية، متوحد بعمارته التفكيكية وإن كان مكعبا صامتا، حوارات الأصحاب فككت المكعب وجعلته شظايا لا تنتمي إلى أي جهة. يلوح في أفقه خسوف استدعته الحبكة الفنية للتعبير عن الوجه الآخر للقمر او للانسان. ساهمت الموسيقى التصويرية في بناء الزمن الباطني الذي تولدت منه حوارات هشة. الفيلم العربي ترجمة للفيلم الإيطالي (perfect strangers) ولم يحاول المخرج ارتكاب خيانة ملهمة لتقديمه للمشاهد العربي بل فرض عليه رؤية فقيرة للإنسان المعولم . 1- اختار الفيلم اللهجة اللبنانية ليقول ما لا تجرؤ السينما العربية عموما على قوله. اللهجة اللبنانية تختزن وقاحة هائلة،ربما أصبح من اللازم عليها أن تجري تعديلا في نبرتها لتتجنب الحروب الأهلية و موت بيروت، أصل الحرب الأهلية ف...
مدونة مهتمة بالفكر والثقافة والفضاء الأكاديمي عموما وعلوم الإعلام والاتصال خصوصا، تم إنشاؤها في 09 ماي 2009