التخطي إلى المحتوى الرئيسي

استكتاب جماعي محكم: الميديا والسياحة الثقافية في الجزائر (من السياحة الثقافية إلى ثقافة السياحة)

 


الديباجة:

لم يعد خافيا على أحد، كيف صار ت للسياحة -بأنواعها المتعددة- أهمية قصوى للدول والمجتمعات والأفراد على مختلف المستويات وفي شتى المجالات؛ الاقتصادية منها والسياسية والنفسية والثقافية…

في هذا السياق تبرز السياحة الثقافية كأحد أكثر الأنواع أهمية؛ نظرا لآثارها العميقة والممتدة إلى المجالات الأخرى المذكورة. ولعل تلك الأهمية ترتبط في البدء بمفهوم الثقافة في حد ذاتها مع ما لهذا المفهوم من زخم؛ فالثقافة هي "ما يتبقى في ذاكرتنا عندما ننسى كل شيء" كما يعرفها إدوارد إيريو؛ إنها ضد النسيان إذن، ولا يمكن تجاوزها بسهولة، إنها تبقى في ممارساتنا الواعية واللاواعية. وبالتالي فالسياحة الثقافية اتصال ثقافي مقاوم للنسيان بامتياز.

يتضح هذا الحديث أكثر حين ننظر إلى السياحة الثقافية على أنها شكل من أشكال السياحة التي تهدف إلى اكتشاف التراث الثقافي وطريقة الحياة في منطقة ما والممارسات الثقافية لسكانها. ويشمل ذلك: زيارة المواقع الطبيعية، والسياحة المعمارية، وكذلك السياحة الدينية، والرحلات لحضور المهرجانات والفعاليات الثقافية الأخرى، وسياحة تذوق الطعام، وزيارات المتاحف، والآثار، والمعارض الفنية، إلخ.

ورغم أن جائحة فيروس كورونا أثّرت بشكل كبير على السياحة عموما حيث أدّت إلى خسارة 67 مليون وافد دولي وحوالي 80 مليار دولار من صادرات السياحة في الثلاثي الأول من عام 2020، كما أن 120 مليون وظيفة في هذا المجال أضحت معرضة للخطر بسبب هذه الجائحة كما جاء في تصريح الأمين العام للأمم المتحدة، السيد أنطونيو غوتيريش. إلا أن السياحة لازالت تقاوم من خلال بحث القائمين عليها (منظمات حكومية أو خاصة) عن استراتيجيات جديدة يسايرون بها هذا الواقع الجديد ويتكيفون معه من خلالها تحسبا للوضع الجديد ما بعد الجائحة.

وهنا يتعاظم دور الميديا (الكلاسيكية والجديدة) في أخذ زمام المبادرة لتنشيط هذا القطاع والانتقال من الترويج للسياحة الثقافية إلى تشجيع ثقافة السياحة بكل أبعادها المرتبطة بالسائح أو سكان المنطقة السياحية او الفواعل الاخرى المنتمين إلى المنظمات السياحية، والمهتمة بالسياحة والمسؤولة على السياحة؛ الخاصة أو العمومية.. يكون الأمر أكثر حيوية إذا سحبناه على دولة تريد ان تشق طريقها في هذا المجال كما هو الحال بالنسبة للجزائر.

انطلاقا مما سبق تأتي فكرة هذا الاستكتاب الجماعي المُحكم الذي تشرف عليه فرقة البحث (PRFU): دور وسائل الإعلام في تهيئة البيئة من أجل الترويج السياحي للجزائر، وتهدف من خلاله كما هو موضح في العنوان إلى تسليط الضوء على العلاقة الجدلية بين الميديا بمختلف انواعها والسياحة الثقافية في الجزائر، وتبحث في إمكانية الانتقال من السياحة الثقافية إلى ثقافة السياحة مع كل ما تعنيه العبارة من معنى وتحديات وتطلعات.

للإطلاع على مطوية الاستكتاب كاملة ، يمكن تنزيلها بالنقر هنا


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معايير الصدق والثبات في البحوث الكمية والكيفية

أ.د فضيل دليو جامعة قسنطينة3 مقدمة   من المعروف أن البحوث في العلوم الاجتماعية قد تصنف تبعا لمؤشر طبيعة البيانات المستخدمة إلى بحوث كمية وبحوث كيفية. تَستخدِم الأولى تقنيات كمية مباشرة وتلجأ إلى العد والقياس والإحصاء... أما البحوث الكيفية فهي غالبا ما تخلو من التكميم والقياس، ولا تستعمل التحاليل الإحصائية بل تعتمد على التحليل الكيفي وتركز على الفهم من خلال التفاعل مع الموضوع والظاهرة المدروسة.

أهم ثمانية كتب حول نظريات علوم الإعلام والاتصال

باديس لونيس كثرت في الآونة الأخيرة حركة التأليف في مجال علوم الإعلام والاتصال بتخصصاته المختلفة في المنطقة العربية، ولكن مع هذه الحركة والحركية يبقى مجال نظريات الإعلام والاتصال يحتاج إلى مزيد من الاهتمام. ليس من ناحية الكم فقط ولكن من ناحية الكيف بشكل خاص. لأن ما يُنتج هنا وهناك صار مبتذلا بشكل واضح، بل إن الكثير من الذين استسهلوا هذا المجال لم يكلفوا أنفسهم عناء إضافة أي شيء جديد حتى ولو كان من باب تنويع المراجع أو من باب التحليل والنقد، ما يفتح الباب واسعا حول التساؤل عن جدوى التأليف مادام صاحبها يجتر ما هو موجود أصلا من دون إضافة؟ هذا فضلا عن الحديث عن السرقات العلمية الموصوفة وذلك موضوع آخر.

"جمهور وسائط الاتصال ومستخدموها"، كتاب الدكتور قسايسية الجديد

تدعمت المكتبة العربية في الايام القليلة الماضية بإصدار جديد عن دار الورسم للدكتور الجزائري علي قسايسية، عضو هيئة التدريس بكلية العلوم السياسية والإعلام بجامعة الجزائر3. الكتاب جاء تحت عنوان: جمهور وسائط الاتصال ومستخدموها (من المتفرجين الى المبحرين الافتراصيين).