د. محمد برقان يتناول هذا الكتاب بالدراسة والتحليل منبرا هاما من منابر الاتصال يتمثل في فن الخطابة من خلال محاولة المؤلف البحث في تجليات الاتصال الاقناعي في فن الخطابة، ذلك انها كوسيلة من وسائل الاتصال وكمظهر من مظاهر فنون القول التي ترتكز على اللغة لها من المزايا ما يؤهلها إلى افتكاك ناصيتي التأثير والإقناع من فنون الكلام الأخرى، حيث أن أغلب الدراسات التي جعلت من الخطابة موضوعها المحوري تؤكد أنها لا تزال تراوح مكانتها المرموقة التي اعتلتها منذ أمد بعيد، وأن سلطانها على الإقناع الذي أقره علماء اليونان والرومان ما يزال حديث البحوث والدراسات إلى يومنا هذا، وهذا ما جعلها تبلغ شأوا عظيما بين باقي منابر الاتصال الأخرى، فالحاجة إليها لم تنقطع عند كل الأمم كونها تعد وسيلة مثلى لإحكام التواصل بين جموع الناس، فالحاكم يتوسل بها إذا حزبه أمر من أمور رعيته، والقائد يلجأ إليها لإقناع جيشه، والزعيم السياسي لا ينقطع عن منصتها لتقوية صفوف أتباعه، والإمام لا يحيد عنها لتعليم الناس أمور دينهم ودنياهم، والأستاذ لا يملك...
مدونة مهتمة بالفكر والثقافة والفضاء الأكاديمي عموما وعلوم الإعلام والاتصال خصوصا، تم إنشاؤها في 09 ماي 2009