التخطي إلى المحتوى الرئيسي

صدور الترجمة العربية لكتاب إرفنغ غوفمان: البناء الاجتماعي للهوية الجنسية

صدرت مؤخرا ترجمة عربية لكتاب الباحث الاجتماعي الشهير إرفنغ غوفمان "البناء الاجتماعي للهوية الجنسية"، من ترجمة الباحثة المغربية هدى كريملي، عن منشورات مؤمنون بلا حدود.

يضم هذا الكتاب ضمن 144 صفحة الدراستين الوحيدتين اللتين كتبهما عالم الاجتماع الشهير إرفينغ غوفمان عن النوع الاجتماعي (الجندر). وبفضلهما أثار المؤلف كيف تقوم التفاعلات الاجتماعية بين أفراد الجماعة ببناء التمايزات بين الجنسين. الدراسة الأولى عالجت العلاقات الجنسية في الفضاء الاجتماعي الواسع، وركزت بالأساس على كيفية بناء الرجال والنساء باعتبارهما "فئتين جنسيتين" متعارضتين. وتوضح هذه الدراسة أن هذه "الفئتين" ليستا من صنع الطبيعة (البيولوجيا)، وإنما من إنتاج المجتمع الذي ينتج هذا التمايز ويحوله إلى "مؤسسة". ويبتكر غوفمان عبارة "الإنعكاسية المؤسساتية" التي تعني أن ترسخ الاختلافات الجنسية في المؤسسات الاجتماعية يضفي سمة طبيعية على الترتيبات الاجتماعية المتعلقة بالعلاقات الجنسية. وفي الدراسة الثانية، يصف غوفمان كيف تُعرَضُ الأنوثة والذكورة في وسائل الغربية من خلال معالجة أكثر من 500 صورة إشهارية، حيث حلل أوضاع أجساد النساء والرجال وملابسهم، وكشف عن الصور النمطية المبنية اجتماعيا المتعلقة بالجنسين معا. إذ يتم تصوير المرأة بأنها ناعمة، ضعيفة، هشة، حالمة شبيهة بالطفل، وخاضعة. بينما يتم تصوير الرجال بأنهم واثقون من أنفسهم، لهم حضور قوي، على معرفة بمحيطهم، بل ومرعبون ومستعدون لمواجهة كل ما يأتي في طريقهم.
الترجمة تعتبر مهمة جدا، نظرا لغياب الاهتمام بالانتاج العلمي المميز للباحث الامريكي ارفنغ غوفمان في الساحة العربية.

للتعرف على الباحث يمكن الرجوع إلى دراسة الباحث لونيس باديس: إرفنغ غوفمان والظاهرة الاتصالية؛ قراءة ابيستمولوجية في أهم أفكاره التنظيرية.

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معايير الصدق والثبات في البحوث الكمية والكيفية

أ.د فضيل دليو جامعة قسنطينة3 مقدمة   من المعروف أن البحوث في العلوم الاجتماعية قد تصنف تبعا لمؤشر طبيعة البيانات المستخدمة إلى بحوث كمية وبحوث كيفية. تَستخدِم الأولى تقنيات كمية مباشرة وتلجأ إلى العد والقياس والإحصاء... أما البحوث الكيفية فهي غالبا ما تخلو من التكميم والقياس، ولا تستعمل التحاليل الإحصائية بل تعتمد على التحليل الكيفي وتركز على الفهم من خلال التفاعل مع الموضوع والظاهرة المدروسة.

أهم ثمانية كتب حول نظريات علوم الإعلام والاتصال

باديس لونيس كثرت في الآونة الأخيرة حركة التأليف في مجال علوم الإعلام والاتصال بتخصصاته المختلفة في المنطقة العربية، ولكن مع هذه الحركة والحركية يبقى مجال نظريات الإعلام والاتصال يحتاج إلى مزيد من الاهتمام. ليس من ناحية الكم فقط ولكن من ناحية الكيف بشكل خاص. لأن ما يُنتج هنا وهناك صار مبتذلا بشكل واضح، بل إن الكثير من الذين استسهلوا هذا المجال لم يكلفوا أنفسهم عناء إضافة أي شيء جديد حتى ولو كان من باب تنويع المراجع أو من باب التحليل والنقد، ما يفتح الباب واسعا حول التساؤل عن جدوى التأليف مادام صاحبها يجتر ما هو موجود أصلا من دون إضافة؟ هذا فضلا عن الحديث عن السرقات العلمية الموصوفة وذلك موضوع آخر.

"جمهور وسائط الاتصال ومستخدموها"، كتاب الدكتور قسايسية الجديد

تدعمت المكتبة العربية في الايام القليلة الماضية بإصدار جديد عن دار الورسم للدكتور الجزائري علي قسايسية، عضو هيئة التدريس بكلية العلوم السياسية والإعلام بجامعة الجزائر3. الكتاب جاء تحت عنوان: جمهور وسائط الاتصال ومستخدموها (من المتفرجين الى المبحرين الافتراصيين).