التخطي إلى المحتوى الرئيسي

بل تحولت الى ساحة للفكر والابداع




أ.باديس لونيس
جامعة باتنة
Badis.lounis@gmail.com
لا شك ان النقد  فعل حضاري مهم يساهم في توضيح الرؤى والأفكار للوصول الى الحقيقة العلمية، وهو اذا انطلق من خلفية علمية لتحقيق اهداف علمية بحتة، ليعتبر حالة صحية تؤشر على المستوى العلمي والفكري الذي تصل اليه الجماعات العلمية في أي مجال وفي أي تخصص معرفي.
ولقد نشر كاتب أطلق على نفسه اسم بن سالم رشيد مقالا نقديا مهما لأفكار عبد الرحمن عزي تحت عنوان استفهامي استنكاري مثير هو: هل تحولت علوم الإعلام والاتصال في المنطقة العربية إلى ساحة للشعوذة والهذيان؟" وذلك في الموقع الالكتروني للمجلة "اليسارية" (الحوار المتمدن).

والحقيقة أن المقال يستدعي القراءة المتأنية والمدارسة الهادئة لما جاء فيه لأنه يؤشر كما أشار الباحث الجزائري الصادق رابح إلى ان صاحبه "من المخضرمين إذ تدل متانة عباراته ومعرفته بالأدبيات والمدارس الاتصالية والإعلامية الأنغلوساكسونية والفرانكفونية القديمة والحديثة عن تمكن من موضوعه، بل إنه ينهل من القاموس الصوفي وحتى الموروث الجزائري في بعض عباراته وهو يصف المختلفين معه، كما ان إن احالاته تدل على أنه قارئ جيد ومتابع للموضوع"[i].
ولذلك سأحاول من خلال هذه الورقة تقديم بعض الملاحظات التي قسمتها الى محورين اساسيين؛ ملاحظات أولية شكلية، وملاحظات علمية تتعلق بمضمون المقال.

أولا/ ملاحظات شكلية:

1-  لقد استخدم الكاتب أسلوبا تهكميا ساخرا أنقص كثيرا من موضوعيته ان لم يكن قد جرده منها تماما واي قارئ له مهما كان بسيطا سيستنتج دون عناء أن المقال قد كتب في جو نفسي مشحون وأن هدف صاحب المقال الاساسي هو الانتقاص من قيمة الاستاذ عبد الرحمن عزي كشخص أكثر منه اقناع انصاره بالأخطاء التي قد يكون وقع فيها. والحقيقة تمنيت لو ان صاحب المقال تفادى هذا الاسلوب حتى يعطي لنا الانطباع على الاقل على انه يهدف الى الحوار والى تبادل الآراء للوصول الى الحقيقة ولكنه للأسف لم يستطع التخلص من "انطباعاته" وأيديولوجيته .
2-  هذه الانطباعات كشفت أيضا عن تعاليه واقصائيته للرأي الآخر والمخالفين له من خلال الانتقاص منهم بمصطلحات لا طائل منها في مقام علمي "كالصبية" ومصطلح "المريدين" الصوفي ليدلل على تقليدهم وتبعيتهم العمياء للشيخ دون وعي ودون ممارسة للنقد الذاتي، رغم أن الامر ليس كذلك تماما فنحن لا نكف عن النقد الذاتي وعن ممارسة المقارنات وقد شاركت شخصيا بمداخلة في ملتقى الاغواط في (2 و3 ديسمبر 2013) تحت عنوان: "تحديات تواجه نظرية الحتمية القيمية" قراءة نقدية مقارنة. ولعل جل افكار مقال الكاتب بن سالم كنت قد تناولتها وناقشتها من خلالها ويمنكم العودة اليها[ii].
3-  أما تركيزه على مصطلح المريدين فكان الأمر عيب في ان يكون لمفكر أنصار؟ إن لكل النظريات انصار وأتباع ولكل البراديغمات جماعات علمية تشتغل على أفكارها وتناصرها وتدافع عنها وتمارس النقد الذاتي لتطويرها اكثر.
4-  لقد ركز كثيرا على شخص عبد الرحمن عزي واتهمه بالخيانة العلمية وبالجبن وبعدم الاطلاع والكثير من المواصفات التي تقع في خانة السب والشتم اكثر مما تقع في خانة النقد العلمي البناء. وأستغرب هنا لجوءه الى هذا الاسلوب وعدم اكتفائه بنقد الافكار؟ وكنت سأبرر اهتمامه بصاحب الافكار لأنه قد ينتمي الى التيار الذي يقول بعدم فصل الافكار عن اصحابها وعن سياقات انتاجها، لو أنه افصح عن شخصيته الحقيقية، إذ لا يعقل ان يمارس نقدا على الآخر بأسلوب يناقض سلوكه.
اذا كنت تهتم بالأفكار فقط فلماذا تسب الرجل، وإذا كنت تهتم بأصحاب الافكار ايضا فمن انت حتى يتسنى لنا فهم افكارك جيدا؟ وأعتقد انه ليس لديه الحق في أن يلوم من يرد على اسلوبه في الكتابة اكثر من ان يهتم بأفكاره.

ثانيا/ ملاحظات علمية:

1- إن أغلب أحكام الكاتب استنتاجية انطباعية متسرعة ولم يستقيها من تصريحات صريحة، بل واحيانا يستنطق ما لا ينطق ويحمل الكلمات اكثر مما تحتمل، وهو ما يمكن تصنيفه ضمن خانة "المغالطات" مع سابق الاصرار والترصد، ومن أحكامه:
- "يحق لعزي كتابة ما شاء من حماقات لأنها موجهة أصلا لأشخاص لازالوا في مرحلة الدراسة الجامعية، ولا يهمه رأي زملائه من الباحثين العرب والأجانب".
أعتقد ان زملاءه هم من يتجاهلون فكره، فلا يعقل ان يستكتبهم في الامر، هل فعل المفكرون الغربيون معهم ذلك؟
-"ربما يريد عبد الرحمن عزي أن يبرر عدم الاعتراف بما كتبه في المحافل الدولية الأكاديمية سوى لدى طلبة الدعوة والإعلام بجامعة الامير عبد القادر".
طبعا الاعتراف الغربي هو فقط من يمنح الشرعية العلمية للأفكار ولذلك فإن صاحبنا لن يقتنع حتى اذا اتى الاعتراف منهم. أولا: أنصار نظرية الحتمية القيمية ليسوا فقط من طلبة الدعوة والإعلام بل هم دكاترة وأساتذة في علوم الإعلام والاتصال موزعين على أغلب جامعات الجزائر ويمكنك الاطلاع على أسمائهم في موقع عبد الرحمن عزي، ثانيا: اما الاعتراف، فعلمك فقد صنفت جمعية الصحافة والاتصال الجماهيري نظرية الحتمية القيمية كإحدى اهم الافكار في القرن العشرين جنبا الى جنب مع النظريات الإعلامية المعروفة. والاعترافات تتوالى آخرها من العالمة الكندية انجريد ماتسون، وقبلها كليفور كريستنز المتخصص في أخلاقيات الإعلام العالمية.
-" يبدو أن عزي لا يعرف الشروط الأساسية التي يجب أن تتوفر في العينة العشوائية حتى يتم اعتمادها في البحوث".
يقول عبد الرحمن عزي: "أما العينة العشوائية فتقوم على قواعد بيانات وتستخدم إجراءات صارمة في اختيار العينة (مثل الاعتماد على جدول العينية العشوائية) بحيث يعطي لكل فرد في المجتمع المدروس نفس الفرصة في أن يكون ممثلا في العينة المختارة"[iii].
" وفي التعميم إقصاء للتنوع واجحاف في حق الحقيقة الاجتماعية أو الثقافية او السياسية أو الحضارية"[iv].
-"لا يوجد كتاب واحد في العالم يقسم مناهج البحث حسب نظريات الاتصال المعروفة أكاديميا، اي منهجية خاصة  بنظرية انتقال المعلومات عبر مرحلتين، ومنهجية محصوصة لنظرية الغرس الثقافي..."
حسن لقد اعترفت لتوك الا احد قد سبق عبد الرحمن عزي في الامر، والحقيقة ان عبد الرحمن عزي قد وضح مفهوم المنهجية بالنسبة اليه والتي تعني الرؤية النظرية التي يتخذها الباحث في مقاربة موضوعه مضافا إليه الجهاز المفاهيمي والإجراءات والادوات والمعادلات الاحصائية [v](..) وبناء على ذلك فقد قسم المنهجية الى قسمين رئيسيين (كمية وكيفية). وقد ربطها بالبراديغمات الكبرى كالنقدية والظاهراتية والتفاعلية الرمزية ولم اعثر على التقسيم الذي اشار اليه الكاتب بربط المنهجية بالنظرية الجزئية التي ذكرها.
-" للأسف لم ينجز عبد الرحمن عزي بحثا ميدانيا استند اليه في صياغة ما يسميه نظرية الحتمية القيمية، ربما يعتقد أن النظريات لا تولد من رحم الواقع".
الآن انت تمارس مراوغة واضحة، وكأنك (مع ما توحيه معلومات مقالك من اطلاع) لم يسبق وان التقيت بما يسمى بالنظريات المعيارية وبالأفكار المثالية، وبالنظريات التي نشأت فكرا أولا ثم انتقلت الى الواقع، الم تسمع بكانط مثلا؟ هوسرل؟ هايدغر؟...الخ
وللعلم فإن هناك دراسات كثيرة ومذكرات تخرج في كل المستويات (الليسانس، الماجستير، الدكتوراه) استندت الى النظرية وحاولت اختبارها امبريقيا، وشخصيا اشرفت على الكثير منها.
-" لم يشر عبد الرحمن عزي إلى أي كاتب حديث انشغل بعلوم الإعلام والاتصال في الكرة الارضية"
لقد قدم عبد الرحمن عزي دراسة ببليوغرافية كاملة فقط ليشير الى المؤلفات التي الفت في علوم الإعلام والاتصال في المنطقة العربية الاسلامية أو في الغرب، ويمكن ان تجدها على موقعه الالكتروني[vi]. ولم يتوانى عن الاشارة الى اهم المؤلفات والاشارة الى أهم الدراسات في المجال في كتبه، خاصة الاخيرة ولتعد مثلا الى كتبه في سلسلة "دعوة الى فهم" مثل (علم الاجتماع الإعلامي) و (المصطلحات الحديثة في الإعلام والاتصال).
2- من بين ما قاله صاحب المقال أن "مريدي عبد الرحمن عزي لا يفرقون بين علوم الإعلام والدعوة، ولا يميزون بين العلم والايديولوجيا"
وهنا أسأل: وفي اية خانة تصنف مقالك، ورائحة الايديولوجيا تفوح منه من فرط حساسيتك اتجاه "الاسلامي" ومصطلحاتك التي تستخدمها تكشف ذلك مثل (المريد، شيخه، الكهنوت،...)، (لا يعرفون من علوم الإعلام والاتصال الى ما افادهم بها العلامة أبو جرة سلطاني الذي تتلمذوا على يديه في جامعة الامير عبد القادر والتي يمكن أن نذكر منها: الإمام والمنبر والمسجد والآية الكريمة (ياأيها الذين آمنو إن جاءكم فاسق بنبأ بتبينو أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)).
يبدو أن هذا ما قصدته في العنوان بالشعوذة والهذيان، أليس هذا حكم ايديولوجي مشبع بلغة خشبية متحمسة لا تختلف عن الخطابات الدينية التي تنتقدونها؟
الآن ينطبق عليك نفس البيت الشعري الذي اتهمت به عبد الرحمن عزي:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله   عار عليك إذا فعلت عظيم
3- اتهم كاتب المقال عبد الرحمن عزي بالسطو على مجهود غيره كحال الرأسمال الإعلامي والمخيال الإعلامي حيث يقول أن عزي لم يشر الى اسبقية بيار بورديو في ما يخص الرأسمال الاجتماعي.
والحقيقة أن عبد الرحمن عزي أشار بشكل واضح الى ذلك من خلال دراسته: " الرأسمال الرمزي الجديد" قراءة في هوية وسوسيولوجية الفضائيات في المنطقة العربية" إذ يقول: "يعتبر بيار بورديو من أوائل من سعوا لإعطاء الرأسمال الرمزي بعدا سوسيولوجيا في سياق نظريته المسماة نظرية الحقل[vii] التي عنت بظاهرة الانتاج الثقافي في المجتمعات الرأسمالية الغربية. وقد استخدم بورديو مفهوم الرأسمال الرمزي جزئيا، واعتبره فرعا من الرأسمال الثقافي ومكملا في معظم الاحيان للرأسمال الاقتصادي والسياسي".
ثم لماذا يسلم صاحبنا أن بيار بورديو هو صاحب المفهوم؟ ماذا عن من يقول بأن جيمس كولمان هو المسؤول الفعلي عن إطلاق المفهوم في سوق السوسيولوجيا الأمريكية؟[viii].
أم ان الامر يتعلق بالتراكمية وبالجديد الذي يضفيه المفكر على المفهوم عندما يتعلق الامر بالمفكرين الغربيين، وهو سرقة موصوفة عندما يتعلق الامر بمفكرينا.
عبد الرحمن عزي لم ينف ابدا أن المفاهيم التي اهتم بها واشتغل عليها هي تطوير لمفاهيم سابقة وقراءة جديدة لها. وهو ليس عيب تماما كما يعرف صاحبنا بل إن كل النظريات والبراديغمات المعروفة كان هذا هو حالها، فالبراديغمات التأويلية تعود لتغترف من الوعاء الماركسي ومن مفاهيمه وتجددها او تطورها، ونفس الشيء تفعل البراديغمات الوضعية مع الفكر الليبرالي عموما.
4- أما عن  حكمه على عزي في أنه ينطلق مفهوم لاهوتي لوسائل الإعلام، وحديثه عن مسألة القيم وعدم أسبقيته في ذلك، وطرحه لعدة تساؤلات حول الموضوع مدعيا أن عزي لا يملك الاجابة عنها، فيمكنه العودة الى تعليق عبد الرحمن عزي على حواري مع الدكتور علي قسايسية على الرابط الآتي: (http://badislounis.blogspot.com/2014/03/blog-post_25.html) والذي نقتطع منه المقطع الآتي: "أما جانب الاختلاف بين نظرية كانت والحتمية القيمية فيكمن من أن نظرية الحتمية القيمية تعتبر أن القيم ليست مثلا  (بضم الميم) فسحب يتم حسمها عقلانيا فحسب  ولكنها قيم (أو أنوار بتعبير النورسي)   تتم معايشتها في سياق اجتماعي ثقافي فتتلون وتتجدد في الواقع الاجتماعي انطلاقا من القيمة مثلما أشرت إلى ذلك في مقاربة الزمن الإعلامي والزمن الاجتماعي أو الرأي العام "والمخيال الإعلامي."  وينطبق ذلك أيضا على نظريته إلى الكائن الإنساني بوصفه عقلانيا يقترب من نوع من المثالية الإغريقية رغم نقده (أي كانت) للعقلانية البحتة.  أما التوجه  الثاني، أي النظرية الأخلاقية "التيليلوجية" التي تربط الأخلاق بالنتائج فهذه في نظريا أقل الفلسفات قوة رغم أنها السائدة في الفكر السياسي والإعلامي الغربي إلى حد كبير. وقد كون هذا الفكر المنفعي حاضرا بعض الشيء على أطراف الفلسفة الأخلاقية الإسلامية ولكنه لم يتطور إل تيار جارف على النحو الذي حدث في الغرب فساهم في إحداث الاختلال والأزمات والفساد المالي وانتشار الفقر وتلوث البيئة والحروب وفي ذلك حديث آخر".
مع الاشارة الى ان عبد الرحمن عزي قد قدم في مؤلفه "دعوة الى فهم نظرية الحتمية القيمية" علاقة النظرية بالنظريات السابقة وهو ما ينفي ادعاء الكاتب في انه قد تجاوزها كليا ولم يشر اليها.
في الاخير أقول ان هذا الرد المقتضب هو رد اولي فحسب، اما الرد العلمي الحقيقي فسيكون إن شاء الله عن طريق دراسات علمية أكاديمية وليست -كهنوتية- من خلال الملتقى الذي من المزمع ان ينعقد بجامعة مستغانم في ديسمبر من هذا العام.
وأما عن العنوان الذي صاغه صاحب المقال في شكل سؤال استنكاري لتحول علوم الإعلام والاتصال في المنطقة الى ساحة للشعوذة والهذيان، فأجيب: بل تحولت الى ساحة للفكر والابداع والثقة بالنفس والدعوة الى التخلص من عقدة النقص وعقدة الغرب.
على الاقل عبد الرحمن عزي جعلنا نتناقش ونعيد النظر في كثير من المفاهيم التي حاول بعض المنبهرين بالغرب تناولها كمسلمات.


[i] - صفحة الصادق رابح على الفايسبوك: (https://m.facebook.com/saddek.rabah)
[ii] باديس لونيس: تحديات تواجه نظرية الحتمية القيمية، متاحة على الرابط:http://badislounis.blogspot.com/2014/05/blog-post_27.html
[iii] - عبد الرحمن عزي: منهجية الحتمية القيمية في الإعلام، الدار المتوسطية للنشر، 2013، ص120
[iv] - المرجع نفسه، ص125.
[v] -المرجع نفسه، ص7.
[vi] -https://sites.google.com/site/valuemediadeterminismtheory/home
[vii] - عبد الرحمن عزي وآخرون: ثورة الصورة (المشهد الإعلامي وفضاء الواقع)، مركز دراسات الوحدة العربية، 2008، ص97
[viii] - فوزي بوخريص: مفهوم الرأسمال الإجتماعي عند بيار بورديو وحدود التلقي العربي، مجلة إضافات، العددان 23و24 2013، ص145.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معايير الصدق والثبات في البحوث الكمية والكيفية

أ.د فضيل دليو جامعة قسنطينة3 مقدمة   من المعروف أن البحوث في العلوم الاجتماعية قد تصنف تبعا لمؤشر طبيعة البيانات المستخدمة إلى بحوث كمية وبحوث كيفية. تَستخدِم الأولى تقنيات كمية مباشرة وتلجأ إلى العد والقياس والإحصاء... أما البحوث الكيفية فهي غالبا ما تخلو من التكميم والقياس، ولا تستعمل التحاليل الإحصائية بل تعتمد على التحليل الكيفي وتركز على الفهم من خلال التفاعل مع الموضوع والظاهرة المدروسة.

أهم ثمانية كتب حول نظريات علوم الإعلام والاتصال

باديس لونيس كثرت في الآونة الأخيرة حركة التأليف في مجال علوم الإعلام والاتصال بتخصصاته المختلفة في المنطقة العربية، ولكن مع هذه الحركة والحركية يبقى مجال نظريات الإعلام والاتصال يحتاج إلى مزيد من الاهتمام. ليس من ناحية الكم فقط ولكن من ناحية الكيف بشكل خاص. لأن ما يُنتج هنا وهناك صار مبتذلا بشكل واضح، بل إن الكثير من الذين استسهلوا هذا المجال لم يكلفوا أنفسهم عناء إضافة أي شيء جديد حتى ولو كان من باب تنويع المراجع أو من باب التحليل والنقد، ما يفتح الباب واسعا حول التساؤل عن جدوى التأليف مادام صاحبها يجتر ما هو موجود أصلا من دون إضافة؟ هذا فضلا عن الحديث عن السرقات العلمية الموصوفة وذلك موضوع آخر.

"جمهور وسائط الاتصال ومستخدموها"، كتاب الدكتور قسايسية الجديد

تدعمت المكتبة العربية في الايام القليلة الماضية بإصدار جديد عن دار الورسم للدكتور الجزائري علي قسايسية، عضو هيئة التدريس بكلية العلوم السياسية والإعلام بجامعة الجزائر3. الكتاب جاء تحت عنوان: جمهور وسائط الاتصال ومستخدموها (من المتفرجين الى المبحرين الافتراصيين).