التخطي إلى المحتوى الرئيسي

دراسة للدكتور باديس لونيس: إرفنغ غوفمان؛ من المرجعية الابيستمولوجية إلى الممارسات المنهجية.

 

-عن كثب:

نشر الدكتور باديس لونيس دراسة جديدة تحت عنوان : إرفنغ غوفمان؛ من المرجعية الابيستمولوجية إلى الممارسات المنهجية. وذلك في المجلد 25، العدد الثاني من مجلة المعيار الصادرة عن كلية أصول الدين بجامعة الامير عبد القادر- قسنطينة.

وتأتي هذه الورقة البحثية لتقدم نموذجا للعلاقة بين المرجعية الابيستمولوجية والممارسات البحثية لأحد أهم العلماء في العلوم الاجتماعية والانسانية في القرن العشرين. وهي على ذلك، محاولة لاستكمال التعريف بالإرث العلمي الذي خلّفه عالِم بقامة إرفنغ غوفمان (1922-1982)؛ على اعتبار أن الورقة بمثابة الجزء الثاني للمقال الأول المعنون بـ: "إرفنغ غوفمان والظاهرة الاتصالية: قراءة إبيستمولوجية لأهم أفكاره التنظيرية".

حاول الباحث من خلال دراسته هذه تسليط الضوء على المرجعية الإبيستمولوجية لإرفنغ غوفمان، والتي تتمثل أساسا في: البراغماتية، التفاعلية الرمزية، الظاهراتية، وعلاقته بالوظيفيين الرواد. ثم  انعطف إلى خياراته المنهجية التي جاءت كنتيجة لتوجهه الابيستمولوجي، والتي تتمثل أساسا في: التوجه الإمبريقي الكيفي، استخدام المنهج الاثنوغرافي من خلال الملاحظة بالمشاركة وأخيرا استخدام تحليل المحادثات بالاستناد الى التداولية.

ووصل الباحث في آخر ورقته البحثية، إلى مجموعة النقاط الآتية:

-     أن غوفمان لم يكن فقط عابرا للتخصصات، ولكنه كان أيضا عابرا للبراديغمات، فمرجعيته الابيستمولوجية تتأسس من تقاطعات وتأثرات بين عدة مدارس واتجاهات، وهو الأمر الذي جعله يستعمل أكثر من تقنية ومنهج، دون أن يجعله ذلك –ياللعجب- يقع في فخ اللاتجانس واللاانسجام بين خلفيته الإبيستمولوجية واختياراته المنهجية.

-     أن براغماتية غوفمان جعلته يهادن النزعة التكميمية ولا يعارضها كأيديولوجيا، رغم أنه قضى حياته بأكملها يستخدم المناهج والتقنيات الكيفية فقط.

-     يعتبر غوفمان السبّاق إلى ممارسة انثروبولوجيا الاتصال، والسبّاق أيضا إلى الجمع بين الانثروبولوجيا والألسنية أو ما يمكن تسميته على الأصح بـ الاثنوغرافيا البراغماتية.

-     يعتبر غوفمان نموذجا مثاليا، يُقتدى به خاصة في إجراء البحوث الكيفية، كما أنه يمكن ان يكون مُرشدا مقنعا، لمن يرمي إلى حياة علمية منسجمة ابيستمولوجيا ومُنتجة ميتودولوجيا، من الباحثين الشباب.

مع الإشارة في الأخير إلى أن هناك زوايا أخرى من الحياة العلمية لغوفمان تحتاج الى مزيد من البحث والتفصيل مثل علاقته بمدرسة تورنتو، ومدرسة بالو ألتو، التي يشترك معها في النظر إلى الاتصال كحتمية. إضافة إلى موقفه من المدارس النقدية المعاصرة له خاصة مدرسة برمنغهام التي يشترك معها في الاهتمام بالمنهج الاثنوغرافي والنزول الى الثقافات الفرعية والهامشية والاقتراب منها لدراستها بعمق. كما يمكن أيضا التعمق في علاقته مع بعض الأعلام في دراسات مستقلة كألفريد شوتز وميشال فوكو وبلومر وبيكر، وحتى ريتشارد رورتي مجدد البرغماتية، إلخ.

يمكن تحميل الدراسة كاملة بالنقر هنا



تعليقات

  1. الله يعطيك الخير أستاذ بارك الله في علمك.

    ردحذف
    الردود
    1. بارك الله فيك اخي الفاضل
      شكرا على الاهتمام والتشجيع
      خالص التحية

      حذف
  2. بارك الله فيك ، دمت متألقا أستاذنا الكريم 👏👏
    كل التوفيق ، ومزيدا من التألق والنجاح💐💐 ان شاء الله

    ردحذف
    الردود
    1. الله يبارك فيك أمال
      شكرا جزيلا لك

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معايير الصدق والثبات في البحوث الكمية والكيفية

أ.د فضيل دليو جامعة قسنطينة3 مقدمة   من المعروف أن البحوث في العلوم الاجتماعية قد تصنف تبعا لمؤشر طبيعة البيانات المستخدمة إلى بحوث كمية وبحوث كيفية. تَستخدِم الأولى تقنيات كمية مباشرة وتلجأ إلى العد والقياس والإحصاء... أما البحوث الكيفية فهي غالبا ما تخلو من التكميم والقياس، ولا تستعمل التحاليل الإحصائية بل تعتمد على التحليل الكيفي وتركز على الفهم من خلال التفاعل مع الموضوع والظاهرة المدروسة.

أهم ثمانية كتب حول نظريات علوم الإعلام والاتصال

باديس لونيس كثرت في الآونة الأخيرة حركة التأليف في مجال علوم الإعلام والاتصال بتخصصاته المختلفة في المنطقة العربية، ولكن مع هذه الحركة والحركية يبقى مجال نظريات الإعلام والاتصال يحتاج إلى مزيد من الاهتمام. ليس من ناحية الكم فقط ولكن من ناحية الكيف بشكل خاص. لأن ما يُنتج هنا وهناك صار مبتذلا بشكل واضح، بل إن الكثير من الذين استسهلوا هذا المجال لم يكلفوا أنفسهم عناء إضافة أي شيء جديد حتى ولو كان من باب تنويع المراجع أو من باب التحليل والنقد، ما يفتح الباب واسعا حول التساؤل عن جدوى التأليف مادام صاحبها يجتر ما هو موجود أصلا من دون إضافة؟ هذا فضلا عن الحديث عن السرقات العلمية الموصوفة وذلك موضوع آخر.

"جمهور وسائط الاتصال ومستخدموها"، كتاب الدكتور قسايسية الجديد

تدعمت المكتبة العربية في الايام القليلة الماضية بإصدار جديد عن دار الورسم للدكتور الجزائري علي قسايسية، عضو هيئة التدريس بكلية العلوم السياسية والإعلام بجامعة الجزائر3. الكتاب جاء تحت عنوان: جمهور وسائط الاتصال ومستخدموها (من المتفرجين الى المبحرين الافتراصيين).