التخطي إلى المحتوى الرئيسي

دراسة انجليزية جديدة؛ الإشعارات ليست السبب الرئيسي في إدمان الهواتف.

كريستينا غريدل

أشارت دراسة جديدة أجرتها كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية (LSE) إلى أنه من غير المرجح أن يكون سبب إدمان الهواتف الذكية هو الإشعارات.

وتوصلت إلى أن 89٪ من التفاعلات مع الهواتف كانت غير مقصودة، مع استجابة 11٪ فقط للتنبيه.

كما اعتبرت أن الدردشات الجماعية كانت "مصدر قلق" للمشاركين في الدراسة.

ووجد البحث أن ميزات التمرير (Scrolling) على Instagram و Facebook أدت إلى أطول التفاعلات.

وتشير الدراسة إلى أن التحقق من االهاتف الذكي يرجع إلى حد كبير إلى "رغبة المستخدم في التفاعل مع هواتفه التي يبدو أنها تحدث بطريقة شبه تلقائية، تمامًا كما يشعل المدخن سيجارة".

حللت التجربة استخدام الهواتف الذكية لـ 37 شخصًا بمتوسط ​​عمر 25 في المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا. حيث تم تجهيز المشاركين بكاميرات تسمح للمستخدمين بتصوير حياتهم اليومية من منظور الشخص الأول.

وسجل الباحثان ماكسي هايتماير والبروفيسور سعدي لحلو ما مجموعه 1130 تفاعلًا، في بحثهم هذا المنشور على منصة Science Direct.

دوافع استخدم الناس لهواتفهم:

-         (WhatsApp) ٪22

-         فحص شاشة القفل (لمعرفة ما إذا كان هناك أي إشعارات) - 17٪

-         (Instagram) 16٪

-         فيسبوك - 13٪

-         البريد الإلكتروني  6٪

-         المكالمات  1٪

وعلى الرغم من اعتبار الدردشات الجماعية "مصدر قلق" ، فإن المستخدمون صرحوا أن الرسائل الواردة فيها غير مهمة إلى حد كبير. وتم تصنيف رسائل البريد الإلكتروني على أنها أهم إشعار للمشاركين في الدراسة.

ومن نتائجالدراسة أيضا أن المستخدمون يقضون أيضًا وقتًا أقل على هواتفهم عندما يكونون مع أشخاص آخرين، وتحدث أطول التفاعلات في وسائل النقل العام أو في المنزل.

تفادي الإغراء

بدا بعض المشاركين متفاجئين من الطبيعة التلقائية لتفاعلاتهم. حيث قال أحدهم: "لن أعتبر نفسي شخصًا غير مرتبط بهاتفه كثيرًا". "لكن رؤية هذا جعلني أدرك أنني لا أتذكر حتى التقاطه. أعتقد أنني أستخدمه أكثر بكثير مما أظن ".

"لا أتذكر إخراج هاتفي. قال مشارك آخر، عندما أرى تلك اللحظة ، لا أتذكر أنني فعلت ذلك... وأنا مندهش لأنني أستمر في التحقق من ذلك.

وعلق البروفيسور سعدي لحلو، المؤلف المشارك للدراسة ورئيس قسم علم النفس الاجتماعي في LSE ، إن عملية التحقق من الهاتف أصبحت حاجة للعديد من المستخدمين، بدلاً من استخدام الجهاز للتواصل. وتابع: "هذه مشكلة خطيرة، خاصة للأطفال، ونحن نواجه الظلام دون أن نفهم تمامًا كيف تغير هذه الأجهزة طريقة حياتنا. يجب أن نتعلم الحيل لتجنب الإغراء عندما نريد التركيز أو تكون لدينا علاقات اجتماعية جيدة.

 لنفعل ما فعله رعاة البقر ببنادقهم عندما يدخلون الصالونات: اتركه بالخارج! أو على الأقل أغلقه".

وأضاف "الأشياء المهمة والعاجلة نادرة. معظم الأشياء يمكن أن تنتظر بضع ساعات - لن يفوتك الكثير على أي حال."

وعلقت الدكتورة ليندا كاي، من قسم علم النفس في جامعة إيدج هيل ، على أنه ينبغي إجراء المزيد من الأبحاث لفهم كيفية ارتباط التفاعلات مع الهواتف الذكية بتنفيذ وظيفة معينة أو مجرد تحقيق عادة.

وأضافت: "قد يساعد هذا في الكشف قليلاً عما إذا كانت هذه السلوكيات مدفوعة باحتياجات بشرية محددة ، وكيف تساعد هذه السلوكيات في تحقيقها، أو ما إذا كانت مجرد سلوكيات في حد ذاتها".

ترجمة: د.باديس لونيس

مصدر المقال: bbc 

تعليقات

  1. ..إذا كانت الإشعارات ليست السبب الرئيسي لإدمان الهواتف (الذكية) فنحن هنا أمام تحدي تقني تكنولوجي بحت يفهم في إطار النظرية الحتمية كمدخل لهذه الظاهرة، فالإشعارات أيضًا يمكن تصنيفها ضمن عملية الإتصال والممارسة (الإستخدام) للمحتوى أكثر منه الوسيلة التقنية.
    وبالتالي يؤكد هذا التصور إلى ما قدمه مارشال ماكلوهان "الوسيلة هي الرسالة" عام 1967. والله أعلم.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معايير الصدق والثبات في البحوث الكمية والكيفية

أ.د فضيل دليو جامعة قسنطينة3 مقدمة   من المعروف أن البحوث في العلوم الاجتماعية قد تصنف تبعا لمؤشر طبيعة البيانات المستخدمة إلى بحوث كمية وبحوث كيفية. تَستخدِم الأولى تقنيات كمية مباشرة وتلجأ إلى العد والقياس والإحصاء... أما البحوث الكيفية فهي غالبا ما تخلو من التكميم والقياس، ولا تستعمل التحاليل الإحصائية بل تعتمد على التحليل الكيفي وتركز على الفهم من خلال التفاعل مع الموضوع والظاهرة المدروسة.

أهم ثمانية كتب حول نظريات علوم الإعلام والاتصال

باديس لونيس كثرت في الآونة الأخيرة حركة التأليف في مجال علوم الإعلام والاتصال بتخصصاته المختلفة في المنطقة العربية، ولكن مع هذه الحركة والحركية يبقى مجال نظريات الإعلام والاتصال يحتاج إلى مزيد من الاهتمام. ليس من ناحية الكم فقط ولكن من ناحية الكيف بشكل خاص. لأن ما يُنتج هنا وهناك صار مبتذلا بشكل واضح، بل إن الكثير من الذين استسهلوا هذا المجال لم يكلفوا أنفسهم عناء إضافة أي شيء جديد حتى ولو كان من باب تنويع المراجع أو من باب التحليل والنقد، ما يفتح الباب واسعا حول التساؤل عن جدوى التأليف مادام صاحبها يجتر ما هو موجود أصلا من دون إضافة؟ هذا فضلا عن الحديث عن السرقات العلمية الموصوفة وذلك موضوع آخر.

"جمهور وسائط الاتصال ومستخدموها"، كتاب الدكتور قسايسية الجديد

تدعمت المكتبة العربية في الايام القليلة الماضية بإصدار جديد عن دار الورسم للدكتور الجزائري علي قسايسية، عضو هيئة التدريس بكلية العلوم السياسية والإعلام بجامعة الجزائر3. الكتاب جاء تحت عنوان: جمهور وسائط الاتصال ومستخدموها (من المتفرجين الى المبحرين الافتراصيين).