Photo by Anete Lūsiņa on Unsplash |
باديس لونيس
رغم الهجرة الجماعية الى الانترنت، ورغم تنامي المحتوى الرقمي في مجالات عديدة؛ كما وكيفا، عالميا واقليميا ومحليا، إلا أننا نسجل ضعفا بارزا في المحتوى الثقافي الجزائري على الانترنت، وخاصة منه المكتوب بالعربية؛ وما هو موجود لا يعدو ان يكون مبادرات فردية ظرفية تخضع إلى أمزجة وربما إكراهات وعوامل معينة. لكنها تبقى غير منظمة ولا تنطلق من استراتيجيات ورؤى معدة سلفا ولا يبدو أن لها أهدافا واضحة وجادة بما يكفي.
ما هو عدد المواقع الثقافية الالكترونية الجزائرية باللغة العربية؟ وما مدى نشاطها، ومقروؤيتها؟
ليس من الصعب عدها، فهي نادرة (موقع نفحة، المجلة الثقافية الجزائرية، نوافذ، فني دي زاد، أصوات الشمال، وربما مواقع أخرى قليلة)، ومحتواها فضلا عن أنه قليل فإنه يخضع إلى تطوع الكتاب وما يسمح به وقته وتسمح به رغبته في المساهمة المجانية، او انه عبارة عن اعادة نشر ما نُشر سابقا، أو انه رديء يساهم في رداءة المشهد العام.
ربما كان موقع "نفحة" لصاحبه الروائي سعيد خطيبي؛ كوة أمل لتحريك المياه الراكدة في هذا الفضاء، نظرا لجودة واختلاف ما يُنشر فيه، ولكن يبدو أنه قد وقع مؤخرا في حالة من "السكون المريب" الذي يؤشرا لحالات من المقاومة الأخيرة التي يصاب بها المحتضر؛ فمشاركات الكتاب قليلة جدا، وهو ما يطرح تساؤلا آخر حول ثقة الكتاب (أصدقاء سعيد خطيبي على الأقل) في هذا الموقع وفي جدوى الرؤية التي يحملها.
أتساءل بجدية: ما الذي سيخسره كتابنا؛ روائيين وشعراء وأساتذة ومثقفين.. (وهم يقدمون يوميا محتويات رقمية ارتجالية على صفحاتهم في الفايسبوك حول أي شيء) لو قاموا بتنظيم تلك الأفكار في مقالات قصيرة ورصينة ونشرها على موقع مثل موقع نفحة؟
تعليقات
إرسال تعليق