التخطي إلى المحتوى الرئيسي

جامعة مستغانم تعلن عن تنظيم ملتقى وطني حول البنيوية ونظرية الحتمية القيمية في الإعلام: علاقات التناظر والتبادل

تعد المدرسة البنيوية (structuralism) بمدارسها التحاقلية المختلفة (الألسنيات، السيميولوجيا و السيكولوجيا ، التاريخ ، الإنتروبولوجيا وعلم الطقوس إلخ…) من التواليف النظمية و النظرية التي استلهت منها نظرية الحتمية القيمية في بناء مقاربتها للظاهرة الاتصالية ، على اعتبار ان كلا النظريتين يجمعهما حقل اشتغالي واحد و أدوات تحليل واحدة.

إذ أن الظاهرة القيمية ترادف في هذه الحالة المعنى أو المدلول في اللسانيات وعلم السيميولوجيا من المنظور الدوسوسيري (desaussurian perspective) ، ومرادف للشعور (conscience) في علم النفس الإكلنيكي، وهي الطقوس (rituals) التي تحكم المجتمع حسب لفيس ستروس رائد الأنتروبولوجيا والقطيعة مع التاريخ الفوقي (rupture with the super-history) حسب ميشال فوكو . إن المدرسة البنيوية التي تأسست في القرن العشرين واحدة من المدارس الفكرية والفلسفية المعاصرة التي تدعو إلى تحليل الخطاب الإعلامي ليس على مستوى اللفظ الظاهر و ليس فقط كتنظيم لساني (linguistic organization) ، وإنما دراسة ما يَسوق هذا اللفظ من نظم جوانية تشمل إشارات ورموز وعلامات وأيكونات ومدلولات دالة على حقيقة الخطاب الذي عادة يمكن فرز معانيه من خلال المستوى الثاني للغة ، أي اللاشعور حسب “جاك لاكان ” البنيوي الإكلينيكي، إذ أن النسق اللغوي غير قابل للانفصال عن باقي التجارب الادراكية التي تتولد ضمن حقل اجتماعي معين . فالظاهرة الاتصالية لا تشتمل على مرسل (sender) ومستقبل (receiver) و وسيلة (means) ورسالة (message) و رد فعل (feedback) حسب النماذج الاتصالية التقليدية ، بل أنها حسب التصور البنيوي تشكل نقطة تلاقي بين النظام السيميائي و النظام الاجتماعي، إذ يمكننا من خلال اتخاذ النصوص الاعلامية كموضوع للدراسة تحصيل جملة من الاستنتاجات المفصلة عن المعطيات الاجتماعية و الانثروبولوجية و الرمزية التي رافقت سيرورة انتاج و توليد البنى النصية و اللغوية.
و يظهر رابط نظرية الحتمية القيمية مع المحور الاشتغالي للبنيوية في دراسات الدكتور عبد الرحمن عزي للبنيوية وما بعد البنيوية وتوظيفها في محاولته لتشريح المعالم الثقافية والتراثية العربية ، ثم محاولته دراسة الظاهرة الإعلامية والاتصالية من خلال التصور البنيوي الذي بَيَن فيما بعد أن الاتصال ليس كيانا جامدا أو عناصر اتصالية ثابتة ( نموذج لاسويل ) بل لابد من إعادة النظر في هذا النموذج بالإعتماد على منهجية جديدة تأخذ في الحسبان المنطلقات النسقية المشكلة للظاهرة الاتصالية والإعلامية في المنطقة العربية، و التي تشمل مجموعة من الأجزاء المترابطة و الرتب والمستويات المتفاوتة. وقد أضاف الدكتور عبد الرحمن عزي عنصرين أساسيين لعناصر العملية الاتصالية هما : النظام الاجتماعي ( له علاقة بميكرو-سياق ظاهرة الاتصالية ) والبعد الحضاري القيمي ( له علاقة هو بالماكرو-سياق) . و تفصل نظرية الحتمية القيمية في الإعلام عند دراسة الاتصال بين الواقع والتموقع ، والخيال والتمخيل ، والوضع والتموضع ، وهذه المفاهيم الجديدة تستند إلى مقوِّمات ثقافية و انثربولوجية و رمزية تمارَس في شكل طقوس تُكَرِّس علاقات بنيوية في مفهومها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والنفسي.

المحاور :

1. النظرية الإعلامية كحقل معرفي
2. البنيوية، المرتكزات المنهجية و النظرية.
3. البنيوية و الظاهرة الإعلامية: مقاربة في العلاقة
4. نظرية الحتمية القيمية و النظرية البنيوية، الروابط و التقاربات
5. تأثير الأطروحة البنيوية في صياغة نظرية الحتمية القيمية

تواريخ هامة:

ارسال الملخص قبل يوم 30 ديسمبر 2018
ارسال مقترح المشاركة قبل يوم 14 جانفي 2019 في حدود 4 صفحات
ترسل المدخلات منقحة ومصححة بعد الملتقى مباشرة لطبعها .

شروط المشاركة

-أن يرتبط البحث بأحد محاور الملتقى وموضوعاته.
-أن يكتب البحث وتعرض قضاياه ومشكلاته وفقا لمعايير المنهج البحثي المتبع في كتابة البحوث العلمية.
-البحوث والمواد المقدمة للنشر يجب ألا يكون قد سبق نشرها، أو قدمت في ملتقيات أو فعاليات سابقة أو مقدمة للنشر في جهة أخرى، وإذا قبلت للنشر في هذا الملتقى فإنه لا يسمح بنشرها بالشكل نفسه.
-يتعهد الباحث بعدم نشر البحث أو أنه مقدم للنشر في وعاء أخر أو في أي جهة أخرى.
-ألا تتجاوز عدد صفحات البحث عن 20صفحة بما فيها صفحات المراجع.
-يتم إرسال البحث إلكترونيا ويتم التعامل معه في كافة مراحله من خلال البريد الالكتروني
-يقدم الباحث سيرته الذاتية مرفق معها صورة شخصية حديثة تلصق في الركن الأيسر العلوي من السيرة الذاتية بملف وورد في صفحة واحدة فقط بخط Simplified Arabic بنط14 بمسافة واحد ونصف بين الأسطر.
-توجه الدعوة لحضور الملتقى إلى جميع الباحثين المقبولة أبحاثهم.
-للاستفسار عن أية معلومات أخرى عن الملتقى وكيفية المشاركة فيه بالبحوث والحضور يمكن الاتصال بــ:

د العربي بوعمامة المنسق العلمي للكرسي .

يتم التواصل بالاميل التالي

الجهة المنظمة: جامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم وكرسي عبد الرحمن عزي للتنظير الاعلامي ومخبر الدراسات الاتصالية والإعلامية

chaire.azzimosta@gmail.com

ملاحظة:

– استمارة المشاركة يجب أن تضم اسم المشارك ولقبه والتخصص والرتبة والجامعة التي ينتمي إليها، ورقم الهاتف والبريد الإلكتروني. كما يحدد مبلغ الاشتراك لاحقا.
– الاعاشة والاقامة على عاتق المشارك

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معايير الصدق والثبات في البحوث الكمية والكيفية

أ.د فضيل دليو جامعة قسنطينة3 مقدمة   من المعروف أن البحوث في العلوم الاجتماعية قد تصنف تبعا لمؤشر طبيعة البيانات المستخدمة إلى بحوث كمية وبحوث كيفية. تَستخدِم الأولى تقنيات كمية مباشرة وتلجأ إلى العد والقياس والإحصاء... أما البحوث الكيفية فهي غالبا ما تخلو من التكميم والقياس، ولا تستعمل التحاليل الإحصائية بل تعتمد على التحليل الكيفي وتركز على الفهم من خلال التفاعل مع الموضوع والظاهرة المدروسة.

أهم ثمانية كتب حول نظريات علوم الإعلام والاتصال

باديس لونيس كثرت في الآونة الأخيرة حركة التأليف في مجال علوم الإعلام والاتصال بتخصصاته المختلفة في المنطقة العربية، ولكن مع هذه الحركة والحركية يبقى مجال نظريات الإعلام والاتصال يحتاج إلى مزيد من الاهتمام. ليس من ناحية الكم فقط ولكن من ناحية الكيف بشكل خاص. لأن ما يُنتج هنا وهناك صار مبتذلا بشكل واضح، بل إن الكثير من الذين استسهلوا هذا المجال لم يكلفوا أنفسهم عناء إضافة أي شيء جديد حتى ولو كان من باب تنويع المراجع أو من باب التحليل والنقد، ما يفتح الباب واسعا حول التساؤل عن جدوى التأليف مادام صاحبها يجتر ما هو موجود أصلا من دون إضافة؟ هذا فضلا عن الحديث عن السرقات العلمية الموصوفة وذلك موضوع آخر.

"جمهور وسائط الاتصال ومستخدموها"، كتاب الدكتور قسايسية الجديد

تدعمت المكتبة العربية في الايام القليلة الماضية بإصدار جديد عن دار الورسم للدكتور الجزائري علي قسايسية، عضو هيئة التدريس بكلية العلوم السياسية والإعلام بجامعة الجزائر3. الكتاب جاء تحت عنوان: جمهور وسائط الاتصال ومستخدموها (من المتفرجين الى المبحرين الافتراصيين).