تنشر مدونة عن كثب هذا المقال للاستاذ محمد لمين قوميدي الذي يدعو فيه إلى تكريم البروفيسور الكبير فضيل دليو، وفي هذا السياق، تفتح المدونة صفحاتها لكل من يعرف البروفيسور عن قريب أو بعيد؛ زملاء وطلبة تتلمذوا على يديه وأدركوا ندرة هذا الرجل العظيم ومعدن هذا الاستاذ النفيس، وتدعوهم للالتفاف حول فكرة تكريمه:
بشهادات، أو بمقالات تعريفية له ولأعماله الكثيرة، أو أية أفكار أخرى،
المقال:
بقلم محمد لمين قوميدي
جامعة قسنطينة3
ارتبطت الأحاديث هاته
الأيام بقضية منصب العمادة في كلية علوم الإعلام والاتصال والسمعي البصري بجامعة
قسنطينة3 أكثر من ارتباطها بمن هو العميد أو لماذا سيتم تغيير أو تنصيب عميد جديد
فالإتجاه السائد في التفكير كان حول عملية التعيين ومن سيحكم ومستقبل الكلية في ظل
العميد الجديد، لكني سأسلك في مقالي إتجاها معاكسا ومختلفا أتميز به عن كل ما قيل.
من هو الدكتور فضيل
دليو ؟
البروفيسور فضيل دليو
من عائلة محافضة أصله من ولاية جيجل عاش ودرس في قسنطينة والعاصمة في علم الاجتماع
قبل أن ينال منحة للدراسة بالخارج باسبانيا ثم التدريس بها فيما بعد وكذا التدريس
في البرتغال، لكنه لم يرغب أن تعيش أسرته في بيئة غريبة على الإسلام فعاد إلى أرض
الوطن ويرجع له الفضل في إدخال تخصص الاتصال إلى جامعة قسنطينة من بوابة علم
اجتماع الاتصال وهاهو التخصص يصبح كلية بعد اجتهادات ونتائج باهرة قام بها الرجل
ومن سانده.
وهو يعمل كأستاذ درس
الترجمة وأبدع وتميز فيها ونال درجة عالية كأحد المتفوقين في دفعته وعرف بتعصبه
الشديد للغة العربية والدفاع عنها.
رفض العديد من المناصب
الإدارية في بداية مشواره بعد نيله الدكتوراه فحبه للمعرفة وشغفه بالتدريس
والتأطير ودافع الإنتاج العلمي كان قويا، فترجم الكثير من الكتب المعروفة في
التخصص وألف كتبا ومجلات أحدثها ما يتعلق بمنهجية البحث في العلوم الإنسانية
والاجتماعية وكذلك التكنولوحيات الجديدة للإعلام والاتصال ومباحث عامة في الاتصال
بجزأين، كما يعتبر الرجل مرجعا مهما في الصحافة الوطنية وتاريخها فهو مؤرخ ومعايش
لمراحل معينة من تطور الصحافة ومحتك بالكثير من المؤرخين في هذا المجال ويعد مؤلفه
تاريخ الصحافة المكتوبة في الجزائر عنوانا بارزا ومعتمدا في مجال بحوث الإعلام
والاتصال إضافة لامتلاكه عشرات المؤلفات في مختلف مجالات الإعلام والاتصال وعلم
الاجتماع وأسس مركز لتعلم اللغة الاسبانية بجامعة قسنطينة 1.
عرف الدكتور دليو
بتواضعه الكبير الذي جعل منه منارة علمية أحبها الكل فأخلاقه نادرة ونصائحه قيمة
ودعاباته مفيدة تجعلك تعيش المعرفة بنكهة خاصة، وتعامله المفتوح مع الجميع دون
تمييز وببساطة العمالقة وحبه للطلبة واعتبارهم مصدرا مهما في التأليف حيث أكد أنهم
يساعدونه في تبسيط الأفكار من خلال أسئلتهم ولا عجب أن نجد الكثير من مؤلفاته يكتب
في الإهداء أنها موجهة للطلبة يا له من رجل كبير وقدير.
لقبه الكثير وأبرزهم الدكتورة نجاة بوثلجة بشيخ الأساتذة فكل الأساتذة تقريبا درسوا وتأطروا على يده وأشهرهم الطاهر أجغيم وسكينة العابد وشريفة ماشطي وأحلام باي وكذلك العميد الحالي بوزيان نصر الدين وغيرهم، فعلا إنه زبدة الخلوقين وتوابل المعرفة وفاكهة الأساتذة.
لقبه الكثير وأبرزهم الدكتورة نجاة بوثلجة بشيخ الأساتذة فكل الأساتذة تقريبا درسوا وتأطروا على يده وأشهرهم الطاهر أجغيم وسكينة العابد وشريفة ماشطي وأحلام باي وكذلك العميد الحالي بوزيان نصر الدين وغيرهم، فعلا إنه زبدة الخلوقين وتوابل المعرفة وفاكهة الأساتذة.
لقد كان صيف 2016
المنعرج المهم ليس من خلال توليه لمنصب عميد فالرجل أكبر من كل منصب ولكن نظرا
للظروف التي سادت الكلية والتي يعرفها العام والخاص، كان الدكتور دليو رئيس المجلس
العلمي ومسؤول مشروع الدكتوراه في تلك الفترة.
لقد تقبل المنصب كعميد
احساسا بالمسؤولية وزرع الأمل للطلبة والأساتذة بشأن تحسن الأوضاع وتحقيق نقلة
مهمة إنه موقف لن ينساه التاريخ لرجل يثبت يوم بعد يوم أن العلم والمعرفة علماه
العمل والتواضع وخدمة الأمة.
لقد شكل رفضه الاستمرار في منصب العمادة رسالة قوية لكل الذين التصقوا بالكراسي وتناحروا لأجلها أن العمالقة يعملون ويذهبون وبفتحون المجال وهذه فلسفة الرجال الغيورين على وطنهم ومصير طلبتهم فهنيئا لكلية الإعلام بقسنطينىة وللجزائر بالبروفيسور دليو.
لقد شكل رفضه الاستمرار في منصب العمادة رسالة قوية لكل الذين التصقوا بالكراسي وتناحروا لأجلها أن العمالقة يعملون ويذهبون وبفتحون المجال وهذه فلسفة الرجال الغيورين على وطنهم ومصير طلبتهم فهنيئا لكلية الإعلام بقسنطينىة وللجزائر بالبروفيسور دليو.
وأؤكد على فكرة مهمة
وخصلة نادرة في زماننا أن الدكتور دليو لا يفرض معلوماته على الطلبة بل يناقشها
بموضوعية وإذا لم يتقبلها الطلبة يحثهم على البحث والتأكد وتتبع القضية وتحري
الحقيقة.
فهل
ستقدم كلية الإعلام على تكريم القامة العلمية الكبيرة وهرم من أهرامات البحث
العلمي في الجزائر؟ فالتفاتة من هذا النوع ستبقى راسخة في تاريخ الرجل وذاكرة كل
من يعرفه وتتلمذ على يده.
البروفيسور دليو عنوان
لمسيرة زاخرة بالإبداع العلمي ورسالة الالتزام الأخلاقي والمهني والإنساني.
تعليقات
إرسال تعليق