التخطي إلى المحتوى الرئيسي

وسائل التواصل غير الاجتماعية



آمبر دانس 
في أغسطس الماضي، نشرت عالمة الفيزياء الفلكية كاتي ماك تعليقًا لها على شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر"، قالت فيه إنّ تغيُّر المناخ يخيفها ويحزنها. جذبت تلك التغريدة انتباه مستخدِم آخر، رد بقوله: "ربما ينبغي عليكِ إذًا تَعَلُّم قَدْر من "العلم" الفعلي، وأن تتوقفي عن الاستماع إلى المجرمين الذين يروجون لخدعة #الاحترار العالمي!"

أدهش التعليقُ ماك، واعتبرته مضحكًا، فردَّت بتغريدة أخرى، قالت فيها: "لا أدري حقيقة يا صديقي، فأنا بالفعل قد حصلت على دكتوراة في الفيزياء الفلكية. يبدو لي أن السعي نحو ما هو أكثر من ذلك في الوقت الحالي سوف يكون أمرًا زائدًا عن الحد". دفعت تلك التغريدة - التي شاركها آلاف المستخدمين على شبكة التواصل الاجتماعي - المستخدِم الآخر إلى اقتراح أنه ربما يجدر بها طلب تعويض مالي عن برنامج الدكتوراة الخاص بها. وعلى إثر ذلك، تبادَل الاثنان تغريدات قصيرة بشأن الميزات والمؤهلات التي تتضمنها السيرة الذاتية لماك، قبل أن تنسحب العالمة من السجال. تقول ماك إنها شعرت بالأسف، لأن بعض مُتَابِعِيها ظلوا يهاجمون ذلك الشخص.
من بين 3,500 باحث شاركوا في مسح أجرته دورية Nature في عام 2014 بشأن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، قال 13% من المشاركين إنهم يستخدمون "تويتر" بانتظام، وقال ما يقرب من 40% منهم إنهم  يستخدمون موقعَي "فيسبوك"، و"لِينْكِد إن". واتضح أن نصف مستخدمي "تويتر" من المشاركين يستخدمونه لمتابعة موضوعات ذات صلة بعملهم البحثي، بينما يشارك 40% منهم في المناقشات. يَجِد كثيرون من العلماء إيجابيات بالغة الأهمية لمشاركتهم على شبكات التواصل الاجتماعي، بدءًا من مواكبة الأخبار العلمية والتواصل مع الباحثين الآخرين، وامتدادًا إلى الحصول على دعوات التعاون، أو المشاركة في تأليف الأبحاث، أو حضور المؤتمرات. تقول ماك: "إنه مكان جيد بحق للحصول على معلومات شديدة الآنية عن العلوم"، وتضيف قائلة إنها تحب قدرة الموقع على تمكينها من الاتصال بباحثين آخرين، والانخراط مع أفراد من العامة.
وعلى الرغم من أن كثيرًا من العلماء يقولون إن تجربتهم مع وسائل التواصل الاجتماعي سارة ومفيدة بشكل عام، فإن هناك جانبًا مظلمًا لبعض الشبكات، وبالأخص "تويتر"، و"فيسبوك"، وقسم التعليقات على الإنترنت لكثير من المطبوعات، يتضمن - على سبيل المثال - تعريض المستخدمين لما يُعرف بظاهرة "الشغب الإلكتروني" Trolling. يبدأ هؤلاء المشاغبون بفتح موضوعات للمناقشة، أو يقومون بإرسال رسائل تحريضية، من الممكن أن تتراوح من التعليقات المهينة، حتى التهديد بالقتل. أما المشاحنات الأقل تهديدًا، مثل المناقشات التي يمكن أن تتطور وتتصاعد سريعًا، فتستنفد وقتًا وجهدًا، إذا أردتَ الانخراط فيها. ولكي تحافظ على أمنك وسلامتك العقلية على شبكة الإنترنت، يوصي مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي من أصحاب الخبرة بتحديد أهداف لاستخدام تلك الوسائل، والالتزام بتلك الأهداف، وعدم إرسال أيّ منشورات مطلقًا في وقت الغضب، والاحتفاظ بأفكار إيجابية، مثل تذكُّر الإنجازات المهنية، بحيث تكون تلك الأفكار جاهزة للاستخدام، إذا تعرَّض المرء للنقد.
تعتمد الخبرة الرقمية للمستخدمين - بصورة جزئية على الأقل - على موضوع المناقشة، حسب ما يذكر هانس روسلينج، عالِم الإحصاء الراحل، ومؤسس "جابمايندر" Gapminder، وهي مؤسسة تقع في ستكهولم، وتقدِّم معلومات بشأن التنمية العالمية. وفي حديثه إلى دورية Nature قبل وفاته في  فبراير، قال روسلينج إنه قد غرد ببعض المستجدات بشأن الاتجاهات العالمية، ولكنه احتفظ بآرائه الشخصية لنفسه، مضيفا أنه لم يواجه مشكلات كبيرة مع المشاغبين. ومن  ثم، فمن الأفضل للعلماء الذين يرغبون في ممارسة نشاطهم على مواقع التواصل الاجتماعي أن يتبنّوا منذ البداية موقفًا معينًا، وأن يحافظوا عليه، حسب نصيحة العالِم الراحل. يقول روسلينج: "راعِ مشاعر الآخرين، ثم كن متسقًا مع نفسك".
حديث المشاغبين
تنشأ عبارات النقد الموجَّهة إلى منشورات الباحثين من داخل المجتمع العلمي، وكذلك من خارجه. وينبغي على العلماء الرد بعناية وحرص، من أجل تعزيز خطاب ذكي ومهذب، ولكنّ ذلك الأسلوب لا يحقق نجاحًا على الدوام. ينشر جوناثان أيزن - عالِم الأحياء التطورية بجامعة كاليفورنيا في ديفيس – "تغريداته" بحُرِّية، ويتناول فيها المسائل العلمية وعمله الخاص، إضافة إلى الأوراق البحثية، أو العروض التقديمية المثيرة للاهتمام. شارك أيزن في مناقشات كثيرة على تويتر بشأن بعض ما ينشره.
ذات مرة، وجد أيزن نفسه طرفًا في مشاحنة عنيفة مع مؤيدي إحدى المجلات عندما أعاد نشر تغريدة يعبِّر فيها عن اختلافه مع إحدى افتتاحيات تلك المجلة. بدأ أحد مستخدمي "تويتر" يهاجم النقاد، بمَن فيهم أيزن، فقاموا هم بدورهم بحجب ذلك المستخدم عندما تصاعدت حدة المعركة. تلقَّى أيزن دعمًا من زملائه على "تويتر"، ومن خلال رسائل البريد الإلكتروني، ولكنه قاطع الشبكة لبضعة أسابيع بعد هذا الموقف. أمّا حاليًّا، فعندما تتصاعد الأمور على الإنترنت، ينهض أيزن من مكانه، وينسحب من النِّقاش.
ويعتمد أيضًا احتمال أن يجذب المنشور تعليقات من النوعية التي يستخدمها المشاغبون على هوية كاتب المنشور، كما يذكر بيورن بريمبز، عالِم الأعصاب بجامعة ريجنسبورج في ألمانيا. يقول بريمبز: "أنتمي إلى الفئة السكانية التي ربما ليس مُقدَّرًا لها أن تعاني على الإطلاق، فأنا رجل أبيض عجوز". أمّا بالنسبة إلى كثير من الفئات، بما في ذلك النساء، والملونون، وأتباع بعض الديانات، وأصحاب الميول الجنسية المغايرة، قد يكون العالَم الرقمي بمثابة حقل ألغام. ففي إبريل 2016، قامت صحيفة "الجارديان" البريطانية بتحليل 70 مليون تعليق، دَوَّنَها قراء الصحيفة على موقعها الإلكتروني على مدار عقد من الزمن. كان ثمانية كُتّاب من "الكُتاب العشرة الأكثر تعرضًا للإساءة" من النساء، بينما كان عدد الملونين ستة، وعدد مثليي الجنس ثلاثة. أما الكُتّاب العشرة الذين تعرضوا لأقل قدر من الإساءة، فكانوا جميعهم من الرجال.

يمكن أيضًا للمسائل العلمية المثيرة للجدل أن تجذب الكارهين. فقد فاز ديفيد شيفمان - عالِم الأحياء المتخصص في حماية البيئة البحرية، الذي سيبدأ أبحاثه بمرحلة ما بعد الدكتوراة بجامعة سايمون فريزر في برنابي بكندا في مايو المقبل - بجوائز عديدة، تقديرًا لتواصله العلمي على شبكة الإنترنت. يقول شيفمان إنه تلقَّى أقبح التعليقات عمّا يتعلق ببحثه الخاص بسَمَك القرش، الذي استخدَم فيه عينات من الأنسجة؛ لدراسة النظام الغذائي والموائل الخاصة بالأنواع المهددة بالانقراض. أثناء دراسته للحصول على الدكتوراة، قام شيفمان وزملاؤه بجامعة ميامي في فلوريدا برحلات بالقارب، لجمع عينات من الدماء وغيرها من الأنسجة من سَمَك القرش البري. بذل هؤلاء الباحثون جهدًا كبيرًا؛ لتقليل الأضرار التي يمكن أن تلحق بتلك الحيوانات، ولكن منتقديهم وجهوا إليهم اتهامًا بأن البحث لم يكن قاسيًا فحسب، وإنما كان عديم القيمة أيضًا.
 وعلى الرغم من أن بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في المجتمع البحثي يتجاهلون المشاغبين، فإن شيفمان لا يتفق معهم في الرأي، فالتزام الصمت حيال الأمر - كما يقول - يعني أن المستخدمين الآخرين لن يعرفوا أي شيء مطلقًا عن الإساءة التي تتعرض لها النساء، وغيرهن من المجموعات الأخرى على شبكة الإنترنت، وأن الأفكار العلمية غير الصحيحة ستسري في أجواء "تويتر"، دون رادع. يفضح شيفمان الشغب، عن طريق إعادة نشر التعليق في تغريدة، وتوضيح الأسباب التي تجعل حجة المتكلم خاطئة، أو غير مناسبة، ويعرض قيامه بالإجابة عن التساؤلات المشروعة وحدها. ورغم ذلك.. لا يهدف شيفمان إلى تغيير اقتناع المشاغب، بل يقول: "هدفي إقناع الآخرين الذين يشاهدوننا".
تلتزم ماك أيضًا جانب الحرص في ردودها على الانتقادات، ولا تنفق الكثير من الوقت في شَغْل نفسها بتلك الأمور، لكنْ كان رَدّها بشأن تدريبها في مرحلة الدكتوراة استثناءً من ذلك. تقول: "أحيانًا يكون لزاما عليك أن تَعتبِر ما يُرسَل إليك فكاهيًّا؛ لأنك لو أخذتَه على محمل الجد؛ فسوف تصاب بالإحباط الشديد".
في حال وجد مستخدمو "تويتر" أنفسهم يتعرضون لهجوم على الشبكة، تقدِّم الشركة لهم حلولًا متنوعة (انظر: "مكافحة الشغب")، ولكن أحيانًا لا يكون حجب الشخص المسيء أو الإبلاغ عنه هو الفعل الضروري الوحيد. يمتلك المستخدمون الدائمون لشبكات التواصل الاجتماعي أساليب لتهدئة أنفسهم عند تعرُّضهم للنقد. يبتعد شيفمان مثلًا - في أغلب الأحيان - عن الجهاز الرقمي الذي يستخدمه، ويذهب للعب مع كلبه، أو للدردشة مع أحد الأصدقاء. كما يمكن أن تساعد شبكاتُ التواصل الاجتماعي الباحثين في التواصل مع زملاء ورفقاء يشبهونهم فكريًّا، ويكون بإمكانهم تقديم المواساة والدعم.
Adapted from Getty
تقول ماك إنها أحيانًا تجنِّد أصدقاءها للتدقيق في صندوق الرسائل؛ لكي تتمكن من تجنُّب قراءة التعليقات المهينة، ريثما يستطيع أصدقاؤها طمأنتها إلى زوال الخطر.
تَصْدُر عن بعض المتابعين تهديدات عنيفة، حسبما يقول كل من ماك، وشيفمان، رغم أنهما يعتبران أن معظم تلك التهديدات ليست ذات مصداقية. يحتفظ شيفمان بسجلّ لجميع تلك المنشورات، حتى تكون لديه معلومات يمنحها لرجال الشرطة في حالة تعرضه للهجوم.
قرارات حرجة
يقول أيزن إن مشاركة الآراء، حتى لو كانت سلبية، هي ما تمنح وسائل التواصل الاجتماعي قيمتها الكبيرة. ويضيف قائلًا إنه من المهم توخي الحذر بشأن مَن نتناقش معهم عبر تلك الوسائل، وكيف نصيغ آراءنا. وينصحنا أيزن بأن "نبذل قصارى جهدنا، لكي نتفادى شخصنة الأمور تمامًا".
وينبغي على شبكات التواصل الاجتماعي أيضًا التزام الحرص بشأن المنشورات التي يُحتمل أن تنتزع من السياق الذي قيلت فيه. حدث ذلك لبريمبز عندما أرسل "تغريدة" من شقين بشأن عمل باحث آخر، ذاكرًا فيها أن لديه أفكارًا مشابهة، ومهنئًا الباحث الآخر على نجاحه في القيام بما لم يستطع بريمبز استكماله.
اقتبس شخص ثالث - كان بريمبز من متابعيه على "تويتر" - النصف الأول فقط من التعليق في مدونته، مما جعل الأمر يبدو كما لو أن بريمبز يزعم في تكبُّر أن تلك الفكرة الرائعة كانت قد خطرت على باله. وردًّا على ذلك.. كتب بريمبز تعليقًا واحدًا على تلك المدونة؛ لتوضيح موقفه، ثم طرح الموضوع بأكمله من رأسه.
ونظرًا إلى أن "تويتر" يفرض حدًّا أقصى للتغريدة، لا يزيد على 140 رمزًا، فمن السهل للغاية أن تنشأ حالات من سوء الفهم على تلك الشبكة. دخل بريمبز ذات مرة في مناقشة حامية على "تويتر" بشأن ما إذا كان يجب على الباحث تقديم بعض الفصول في مشروع كتاب خاص بمشرفه، أم لا. ونتيجة لذلك.. قام محاور بريمبز بحجبه. وفيما بعد، أدرك بريمبز أنه هو والشخص الآخر كانا لديهما تعريفات مختلفة لكلمة "مُشرِف". يقول بريمبز: "كان من الممكن إزالة اللبس، لو كنتُ فقط قد احتفظت بهدوئي. نصيحتي هي ألا تغرِّد مطلقًا وأنت غاضب". أمّا إذا كنتَ ترد على منشور مسيء، أو إذا لم يكن هناك بد من النقاش بشأن منشورك، يقترح بريمبز استخدام روح الدعابة، حتى ولو بنبرة فيها إنكار للذات، من أجل تخفيف حدة التوتر.
"كان مِن الممكن إزالة اللبس، لو كنتُ فقط قد احتفظت بهدوئي. نصيحتي هي ألّا تغرِّد مطلقًا وأنت غاضب".
أحيانًا يجد الباحثون أنفسهم مضطرين إلى تقرير ما إذا كان عليهم المشاركة، أم لا. تبذل فابيانا كوبكي - عالمة الأعصاب بجامعة أوكلاند في نيوزيلندا - قصارى جهدها، لتجنب المناقشات على "تويتر"، إذ تعتقد أنها يمكن أن تؤدي إلى سوء الفهم. فإذا كان لا يمكن حل المسألة في حدود ثلاث تغريدات، أو أقل، فإنها لا ترد من خلال "تويتر"، أو قد تنشر ردًّا على مدونتها، وتضع رابطًا لذلك الرد على "تويتر".
يقول مستخدمون إن خطر التعرض للنقد، أو للمضايقات، يعني أن شبكات التواصل الاجتماعي ليست للجميع. يقول شيفمان: "إذا كنتَ تنتمي إلى نوعية الأشخاص الذين يقتنعون بأنهم سيئون لمجرد أن شخصًا عابرًا قد نعتهم بذلك، في حين أن هناك ألف شخص آخر من أقرانهم المحترمين يخبرونهم بأنهم رائعون، فعليك الابتعاد عن تلك الشبكات".
إن الانتقادات القاسية لا تقتصر على "تويتر" فحسب بالطبع. فقد ظل ماركوس دو ساوتوي - عالِم الرياضيات بجامعة أكسفورد في المملكة المتحدة - يكتب عن العلوم لعامة الناس، في الصحف، وفي غيرها من المطبوعات، منذ عام 1994، ولكنه يحذِّر قائلًا: "إذا أنزلتَ دِرْعك؛ فسوف يُطلق عليك الرصاص". فقد كان بعض أوائل منتقديه من أولئك العلماء الذين ارتكزت شكواهم على أنه قد اختصر الطريق، أو قدَّم شروحًا مفرطة في البساطة للقراء غير المتخصصين.
تَعَلَّم ساوتوي مبكرًا أن يتجنب النظر إلى قسم التعليقات أسفل مقالاته المنشورة على شبكة الإنترنت، لأن ذلك المنتدى غالبًا ما يحتوي على منشورات غير مثمرة، وربما تكون مسيئة. وقد أساء أحد المهاجمين ذات مرة إليه، لزواجه بامرأة يهودية، وتربيته لأطفال يهود.
يضيف ساوتوي: "من المهم أن تمتلك العقلية السليمة، حتى لا تحطمك مثل تلك الأمور". وينصح ساوتوي الباحثين بتذكير أنفسهم بما أنجزوه في دنيا العلوم، عندما يهاجمهم النقاد. فعلى سبيل المثال، يفضِّل ساوتوي أن يعزي نفسه - حسبما يقول – بمعلومة، مفادها أنه اكتشف "جسمًا متناسقًا جديدًا في الفضاء، متعدد الأبعاد، لم يكن أحد قد رآه من قبل على الإطلاق".
آمبر دانس كاتبة حرة، تعيش في لوس أنجيليس بولاية كاليفورنيا.

المصدر: مجلة  NATURE

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معايير الصدق والثبات في البحوث الكمية والكيفية

أ.د فضيل دليو جامعة قسنطينة3 مقدمة   من المعروف أن البحوث في العلوم الاجتماعية قد تصنف تبعا لمؤشر طبيعة البيانات المستخدمة إلى بحوث كمية وبحوث كيفية. تَستخدِم الأولى تقنيات كمية مباشرة وتلجأ إلى العد والقياس والإحصاء... أما البحوث الكيفية فهي غالبا ما تخلو من التكميم والقياس، ولا تستعمل التحاليل الإحصائية بل تعتمد على التحليل الكيفي وتركز على الفهم من خلال التفاعل مع الموضوع والظاهرة المدروسة.

أهم ثمانية كتب حول نظريات علوم الإعلام والاتصال

باديس لونيس كثرت في الآونة الأخيرة حركة التأليف في مجال علوم الإعلام والاتصال بتخصصاته المختلفة في المنطقة العربية، ولكن مع هذه الحركة والحركية يبقى مجال نظريات الإعلام والاتصال يحتاج إلى مزيد من الاهتمام. ليس من ناحية الكم فقط ولكن من ناحية الكيف بشكل خاص. لأن ما يُنتج هنا وهناك صار مبتذلا بشكل واضح، بل إن الكثير من الذين استسهلوا هذا المجال لم يكلفوا أنفسهم عناء إضافة أي شيء جديد حتى ولو كان من باب تنويع المراجع أو من باب التحليل والنقد، ما يفتح الباب واسعا حول التساؤل عن جدوى التأليف مادام صاحبها يجتر ما هو موجود أصلا من دون إضافة؟ هذا فضلا عن الحديث عن السرقات العلمية الموصوفة وذلك موضوع آخر.

"جمهور وسائط الاتصال ومستخدموها"، كتاب الدكتور قسايسية الجديد

تدعمت المكتبة العربية في الايام القليلة الماضية بإصدار جديد عن دار الورسم للدكتور الجزائري علي قسايسية، عضو هيئة التدريس بكلية العلوم السياسية والإعلام بجامعة الجزائر3. الكتاب جاء تحت عنوان: جمهور وسائط الاتصال ومستخدموها (من المتفرجين الى المبحرين الافتراصيين).