التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مخبر الدراسات الاتصالية والاعلامية وكرسي عبد الرحمن عزي ينظمان يوما دراسيا حول نظرية الواجب الأخلاقي في الإعلام يوم 2 مارس 2017م

الإشكالية، الأهداف، المحاور والضوابط:

تشكل الأخلاق الإعلامية (Media ethics) أحد الأسس الجوهرية في مهنة الصحافة، إذ تحدد المعايير التي تؤطر عمل الصحفي والمؤسسة الإعلامية والتي قد يختصرها مبدأ تقديم خدمة عمومية (public service) أو هدف السعي نحو الفائدة الاجتماعية بشكل عام سواء من خلال الوظيفة الإخبارية التي تتمثل في تزويد الجمهور بالوقائع والمعلومات والحقائق الضرورية أو من خلال تقديم الرأي والتحليل والتي تهدف كلها إلى تشكيل رأي عام واع وتنويره عبر تقديم مضمون إعلامي يراعي جملة من القيم التي تضبط الممارسة الفردية والمؤسساتية لمهنة الصحافة إذ أن المسؤولية الأخلاقية واحد من المعايير التي تضبط السلوك الإعلامي إلى جانب المسؤولية الاجتماعية والتي قد تتسق مع الأولى أو تختلف عنها حسب عدد من المتغيرات من بينها مثلا الإحساس الداخلي المتعلق بالضمير المهني للصحفي عند تفاعله مع الاكراهات المجتمعية والمهنية، هاجس الحرية الذي تدافع عنه المؤسسات الصحفية .. وغيرها. ومن هنا فإن مفهوم “الواجب” يقدم حلا لهذه الإشكالات إذ يفترض أن الالتزام يبقى نابعا من الإحساس بالمسؤولية الأخلاقية والمسؤولية الاجتماعية ولكن ليس كواجب مفروض وإنما كقناعة ذاتية.

كما أن الحديث عن المعيار الأخلاقي القيمي بهذا الشكل يحيل إلى إسهامات المفكر الجزائري عبد الرحمن عزي والذي قدم في إطار نظريته الحتمية القيمية في الإعلام فكرة جزئية تتعلق بأخلاقيات الممارسة الإعلامية، بشكل أقل تجريدا على مستوى التفكير القيمي بحيث نلمس أن النظرية الأخيرة رغم بعدها النظري أقرب إلى واقع الممارسة إذ تربط مباشرة السلوك الإعلامي ب”مرجعيته الأخلاقية” كمعيار لما ينبغي أن يكون عليه كما تحاول الإجابة انطلاقا من هذه المقاربة على الإشكالات الخاصة بعلاقة وسائل الإعلام بالمجتمع، المسؤولية الفردية، المراقبة الاجتماعية، حرية الصحافة وغيرها.
و يعد الاهتمام بهذه الإشكاليات جوهريا نظرا لكون الرأي العام متلقي للرسالة الإعلامية هو من يشكل مصدر السلطات في الأنظمة الديمقراطية. لذلك ففي كل مرة لا يضع الصحافي نصب عينيه المصلحة العامة حين يعالج موضوعا ما، أو في كل مرة يسعى إلى استخدام موقعه ومهنته لأهداف شخصية، أو حين يغض النظر عن أمور وقضايا تضر بالمجتمع أو يسكت عنها لدوافع لا تبررها المصلحة العامة، أو حين يسخر قلمه في خدمة أفراد ما بدافع إغراءات متنوعة، في كل هذه الحالات يكون الصحفي بجلاء خارج رسالة الصحافة و بصدد إرتكاب خطأ أخلاقي ، إذ لا ينبغي أن تكون الصحافة في خدمة أفراد أو تسخر لتحقيق مكاسب وغايات فردية، وإلا سقطت من حيث كونها رسالة ومن حيث كونها سلطة تهدف إلى تحقيق المصلحة العامة. لذلك فان الأخلاق الإعلامية من خلال تحديد مجموعة مبادئ وقيم وسلوكيات تتوجه في آن واحد إلى المؤسسة الإعلامية والقائمين عليها و إلى الصحفيين العاملين بها تحاول أن تضمن الحفاظ على رسالة الصحافة الأساسية وتبعد الصحفي عن تصرفات يكون دافعها منطلقات شخصية أو تلك التي تكون مضرة بالمجتمع أو بالآخرين .
وبالعودة إلى مقاربة نظرية الواجب الأخلاقي فإن التعرض إلى الإشكاليات المرتبطة بالسلوك الإعلامي الفردي والمؤسساتي يمكن طرحه للنقاش عبر النقاط التالية:
• مفهوم الواجب الأخلاقي، السرد الأخلاقي
• المسؤولية الأخلاقية والمسؤولية الاجتماعية
• الواجب الأخلاقي كقيمة وعلاقته بإشكالات الإعلام: الحرية، الاستقلالية،… إلخ
• التكوين الأخلاقي وعلاقته بالممارسة الصحفية
• معايير الضبط القانونية والذاتية في سياق منظور الواجب الأخلاقي
• دراسة حالات: (Case studies) من الإعلام الجزائري والخارجي

مواعيد هامة:


ارسال المقترحات قبل 26 فيفري 2017
المكان، و معلومات الاتصال والتواصل: كرسي عبد الرحمن عزي لجامعة مستغانم
الاعاشة والمبيت على عاتق المتدخل

نموذج المشاركة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معايير الصدق والثبات في البحوث الكمية والكيفية

أ.د فضيل دليو جامعة قسنطينة3 مقدمة   من المعروف أن البحوث في العلوم الاجتماعية قد تصنف تبعا لمؤشر طبيعة البيانات المستخدمة إلى بحوث كمية وبحوث كيفية. تَستخدِم الأولى تقنيات كمية مباشرة وتلجأ إلى العد والقياس والإحصاء... أما البحوث الكيفية فهي غالبا ما تخلو من التكميم والقياس، ولا تستعمل التحاليل الإحصائية بل تعتمد على التحليل الكيفي وتركز على الفهم من خلال التفاعل مع الموضوع والظاهرة المدروسة.

أهم ثمانية كتب حول نظريات علوم الإعلام والاتصال

باديس لونيس كثرت في الآونة الأخيرة حركة التأليف في مجال علوم الإعلام والاتصال بتخصصاته المختلفة في المنطقة العربية، ولكن مع هذه الحركة والحركية يبقى مجال نظريات الإعلام والاتصال يحتاج إلى مزيد من الاهتمام. ليس من ناحية الكم فقط ولكن من ناحية الكيف بشكل خاص. لأن ما يُنتج هنا وهناك صار مبتذلا بشكل واضح، بل إن الكثير من الذين استسهلوا هذا المجال لم يكلفوا أنفسهم عناء إضافة أي شيء جديد حتى ولو كان من باب تنويع المراجع أو من باب التحليل والنقد، ما يفتح الباب واسعا حول التساؤل عن جدوى التأليف مادام صاحبها يجتر ما هو موجود أصلا من دون إضافة؟ هذا فضلا عن الحديث عن السرقات العلمية الموصوفة وذلك موضوع آخر.

"جمهور وسائط الاتصال ومستخدموها"، كتاب الدكتور قسايسية الجديد

تدعمت المكتبة العربية في الايام القليلة الماضية بإصدار جديد عن دار الورسم للدكتور الجزائري علي قسايسية، عضو هيئة التدريس بكلية العلوم السياسية والإعلام بجامعة الجزائر3. الكتاب جاء تحت عنوان: جمهور وسائط الاتصال ومستخدموها (من المتفرجين الى المبحرين الافتراصيين).