رسالة من فوق السحاب إلى مدير إذاعة باتنة..
لقد كان لنا عظيم الشرف أن نشارككم اليوم احتفالاتكم باليوم الوطني للصحافة وقد استقبلتمونا مشكورين للمشاركة في إثراء حصة حول المناسبة، غير أن ما حدث بعد حوالي عشرين دقيقة من انطلاقتها يدعونا إلى التفكير مليا مرة أخرى في الحضور إلى استديوهاتكم.
السيد المدير.. وكما يعلم الجميع فإننا أنا والبروفيسور حسين قادري الوحيدين تقريبا من أساتذة الجامعة الذين يلبيان دعواتكم دائما في مختلف المناسبات لإثراء حصصكم، فهل من حسن الضيافة أن تقومو اليوم بقطع ألسنتنا وقطع آذان مستمعيكم بتوقيف الحصة المباشرة قبل نهايتها وإجلائنا من الأستديو على عجل وكأن كارثة ستحل بها، لمجرد أن السيد والي الولاية فاجأكم بزيارة في يوم احتفالي.. فهل لاحظتم حجم الحرج الذي وقع فيه الوالي وهو يدرك ماقمتم به في حقنا..
السيد المدير.. لقد حولتم هذه الإذاعة إلى مجرد "قوطي" لبث الأغاني صباحا ومساء وقد اعترضنا على ذلك بطريقتنا باعتبارنا مستمعين أوفياء غير أننا تفاجأنا بهذا التصرف المدهش الذي استهدف ثلاثة دكاترة جامعيين لمجرد أن مسؤولا محليا زاركم في يوم كنا نتحدث فيه عن حرية الصحافة.. قمتم فيه بتلاوة رسالة رئيس الجمهورية الذي نوه بدور مخرجات الجامعة ونحن منها..
وإذ أعبر عن غضبي من هذا التصرف نيابة عن الزملاء، فإنني أرحب بنفسي في قائمتكم السوداء وأعتذر لكل صحفييكم المقتدرين عن عدم تلبية أي دعوة أخرى إلى غاية تقديم الاعتذار وفق ما تقتضيه الأعراف.. أو يجعل الله بعد ذلك أمرا.
السيد المدير اريد أن أذكرك في الأخير بأن السيد الوالي قد ينقل قريبا إلى ولاية أخرى أما نحن فباقون هنا على الأقل كمستمعين لهذه الإذاعة التي سهر عليها رعيل من الرجال والنساء منذ ثلاثين سنة..
تعليقات
إرسال تعليق