![](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhA8ck7RLVg81osFB3YesRzsM-bMruJaHHeRKDLWec_aK7_PTUlg_rUEcrEWYc5ZTeFsV4fkITMxPNqTGeonXOxq4l3ERl2HP21csLYs5rKzQXAg_T3Hm8eksB4k0SPnUgqlcnf-frvGcKw/s320/14484871_1785360811703301_8287415248887986139_n.jpg)
وغالبا
ما يكون معيار اختيار المواضيع هو مدى انتشارها وإثارتها لنقاش الشارع أو شبكات
التواصل الاجتماعي، وهي على جرأتها في كثير من الأحيان أثارت نوعا من الدهشة التي
قد تصير أحيانا صدمة لدى البعض بسبب عدم اعتياد المتلقي البسيط على مشاهدة مثل هذه
المواضيع تعالج على مستوى وسائل "ثقيلة" كالتلفزيونات.
وقد
نختلف حول أهمية ما يفعله الصحفي ياسر، ولكن اعتقد انه قد حان الوقت للنخب (خاصة
المشتغلين في مجال الإعلام) لتناقش هذه القضية بوضوح وموضوعية والاجابة على السؤال
المحوري الكبير: ما هو دور وسائل الإعلام، وما هي المواضيع التي عليه مناقشتها،
وكيف يفعل ذلك؟
يبدو
أن الصحفي ياسر قد فتح النقاش بهذا الرد الذي جاء بعد "الفيد باك" الذي
وصله بشأن موضوعه الأخير حول الشاب الذي صرح بحبه لحبيبته على شبكات التواصل
الاجتماعي:
رد وتعليق ياسر لعرابي
بعد
قراءة تعليقات المتابعين حول حصة "بدون تحفظ" والتي كان عنوانها
"حب في زمن الفايسبوك" أردت أن أوضح لكم بعض النقاط:
- لم أستغرب اطلاقا من "بذاءة
الكلام" أو من "العنف في التعليقات" والذي غالبا ما كان من أصحاب
حسابات مستعارة بصورة وأسماء غير حقيقية وهو ما جعلني أتأكد من حجم المشكل النفسي
الذي يتخبط فيه المجتمع. وهو غياب الحوار أو بالدارجة "ما نعرفوش نهدرو بهدوء
مع بعض".
- لا غرابة أن أشتم أو أسب أو ألعن بكل
الصفات بسبب حصة "شرحت معني الحب" دينيا ونفسيا، فكثير ممن يشتم ويسب
لم يسمعوا في حياتهم يوما كلمة "أحبك' وهذا أمر متجذر في مجتمعنا. فلا الأب
يقول لابنه أحبك ولا الابن يقولها لأمه، فكيف بزوجة أو بخطيبة أو.... وهناك تعليق يقول
فيه صاحبه "أنا نحشم نقول لأمي نحبك" !!! فماذا تنتظر ممن نشأ في بيئة
يسمع فيها السب والشتم وكل الأوصاف القبيحة إلا كلمة أحبك فهي بالنسبة له جياحة
وحشمة.
- بعد قراءتي للتعليقات تأكدت أننا نعيش في المجتمع تناقضا
صارخا ونفاقا وجبنا، فالشجاع الذي يختفي خلف شاشة باسم مستعار ويسب ويشتم، جبان في
الواقع عندما يسير مع أخته أو أمه أو أبيه ويسمع كلاما بذيئا أو خادشا للحياء ولا
يحرك لسانه بنصيحة وهي أضعف الإيمان. ثم يأتي للفايسبوك ويسب ويشتم.
- كثير من التعليقات فهمت الحصة أنها تشجيع للفسق ولكن هؤلاء
غضوا الطرف عن الدكتور الفاضل الذي كان يعدد لنا فضائل الحب في الاسلام وقال للشاب
"أخطأت وووو". وكثير من التعليقات أيضا أصحابها يرون في الشوارع يوميا
سيارات بأصوات موسيقى صاخبة لمغنيي الملاهي فيها كلام أقبح من "قبلة
أمين" ولا أحد يستطيع أن يتغلب على جبنه ويقول للشخص اسمع هذه الموسيقى وحدك.
- كثير ممن شاهد المنشور لم يشاهد الحصة
بل علق لمجرد التعليق أو أخذ فكرة مسبقة من عنوان الحصة أو من الشخص الذي نشر
الفيديوهات.
- كثير ممن علق لم يتابع من قبل هذا البرنامج ولا يعرف أنه في
موسم ثاني، وأنه برنامج اجتماعي لا سياسي ولا اقتصادي، مهتم بالطابوهات الموجودة
في الواقع، هدفه رسالة مبنية على الدين الوسطي السمح والاعراف والتقاليد المتفقة
مع الدين لا عادات الجاهلية المتجذرة أيضا في مجتمعنا. ويمكن لمن أراد الاطلاع أن
يتفصح صفحة البرنامج ويطالع المواضيع التي نوقشت وهي موجودة أيضا عبر اليوتوب.
- في نهاية المطاف، أنا جزائري والشاب أمين جزائري وكلنا
جزائريون، أعتقد أن إثارة هذا النوع من القضايا هو بداية الطريق للعلاج، فما حدث
لأمين يحدث لكثيرين لكن بطرق مختلفة، ولكم في الشوارع وأمام الجامعات والثانويات
وفي الصالونات وشواطئ البحار أمثلة كثيرة.
- في الأخير، أعرف أن كثيرين أيضا سيشتمون وسيسبون في هذا
المنشور، وسيقولون كلاما بذيئا فيه خدش للحياء، وأغلبهم سيتستر بحساب مستعار، لأنه
يخشى مواجهة نفسه قبل أن يواجه واقعه، ومع ذلك سأقرأ تعليقه فلعله يمرظروف جعلت
نفسيته سيئة.
تعليقات
إرسال تعليق