كتب المفكر الجزائري محمد شوقي الزين على حسابه بالفايسبوك عن العلاقات البشرية ما يلي:
العلاقات البشرية قصدية (intentionnaliste) وليست سببية (causaliste). من يريد أن يكون الآخر معلولا له وهو العلة، كصدور الابن عن الأب، الأبوية إذاً، فهو يجعل العلاقات البشرية علية، وبالتالي معلولة (بالمعنى المَرَضي للكلمة)، ميكانيكية، لا يمكنها أن تستقيم حسب طبيعتها الأصلية. تلعب الحرية والسلطة في هذا الفاصل بين القصدي والسببي، لأن لا الابن هو معلول لأبيه، وإن كان يُشبهه لأنه من صُلبه، ولا المرؤوس هو معلول للرئيس. الفعل البشري له منطق خاص، يستدعي فقهاً خاصاً. الأبوية أو النخبوية، مجرد أصنام منتصبة تحاول أن تجعل من الآخرين معلولات لعلل فائقة، لعلة العلل، كما في الميتافيزيقا الكلاسيكية، فنتحدث عن الصفوة والحجة والدمغة والفخامة والنخبة...
العلاقة بين البشر كالكريات في برهان ديفيد هيوم: لا يوجد علاقة سببية، لا بين الأفعال، ولا في الفعل ذاته. الأفعال غير قابلة للاختزال (irréductibles). كل فعل هو افتتاح جديد في أصل الخليقة والكينونة، فريد في نوعه، لا علاقة له بسابقه أو لاحقه، بأمامه أو خلفه، بمجاوره أو مقابله. إذاً، لا أحد ينتظر من الأفعال أن تكون سببية تؤول إلى نتيجة حتمية، أن ينتظر مزية أو منفعة، أن يُطالب بطاعة أو ولاء، أن يريد نُسخاً من ذاته تحت أوامره، أن يغتم لانتصار أو نجاح، أن يسخر من عثرة أو فشل، أن يحسد كائناً أو وضعاً. الفعل فريد، وحيد، غير قابل للاختزال أو الاستنساخ. السلطة، الحب، الغنيمة ظواهر فاشلة إذا أرادت أن تتطبَّع سببياً.
العلاقات البشرية هي #الاستحالة
تعليقات
إرسال تعليق