التخطي إلى المحتوى الرئيسي

جدل المناهج في الفكر العربي المعاصر في إشكالية التوظيف الإجرائي للمفاهيم

نشر الباحث العراقي علي رسول الربيعي بحثا مهما على موقع مؤسسة مؤمنون بلا حدود تحت عنوان: "جدل المناهج في الفكر العربي المعاصر في إشكالية التوظيف الإجرائي للمفاهيم". 

ملخص الدراسة:

من موقع الحاجة الدائمة إلى المراجعة النقدية لقضايا الفكر العربي المعاصر، تُعدّ إشكالية التوظيف المنهجي للمفاهيم في جانبها الإجرائي واحدة من الإشكاليات الكبرى التي تواجه هذا الفكر، لأنّ أغلب المناهج المُوظفة قد أُنتجت في فكر غير الفكر العربي، وفي تربة معرفية مختلفة، والمطلوب إجراؤها على متن هذا الفكر.

والسؤال ههنا هو عن مدى النجاعة التطبيقية لهذه المناهج، ومدى المقبولية المعرفية لاستعارة المفاهيم المنهجية وتوظيفها؛ فالرهان الأساس لهذه الدراسة مناقشة ما إذا كان لهذه المفاهيم بُعدٌ إبستيمولوجي وإجرائي يمكن الإفادة منه؛ أم أنّ تشكيل وبلورة المفاهيم تبقى مستغرقة بنسبية إيديولوجية ولا تكون سوى دوال محكومة بمرجعيات مدلولها وبسياقاتها الكليّة؟ بمعنى هل تمتلك هذه المفاهيم صلاحية نقل وتوسيع مهمتها؟ تركز هذه الدراسة على مناقشة الوعي المنهجي العربي المعاصر إزاء قضية التوظيف المنهجي للمفاهيم، وطرق هذا التوظيف في جانبه الإجرائي.
فقضية المنهج قضية مركبة في أبعادها، لأنها تتطلب استيفاء مجموعة من الشروط والمقومات تتصل بضرورة الإحاطة بالمنهج المطلوب للتطبيق أولاً، ومدى فاعليته وقدرته على الاشتغال عندما يتم نقله من حقل معرفي إلى آخر ثانياً، وضرورة تقبل الموضوع ذاته لهذا المنهج أو ذاك تحديداً ثالثاً. وألا يكون المنهج مفروضاً من فوق وبشكل قسري على الموضوع محل البحث والدراسة رابعاً، وألا يتم التعامل مع المنهج بوصفه قالباً جاهزاً للانطباق على الموضوع خامساً، ولا بدّ من الانسجام بين المنهج وموضوعه سادساً.
القضية الأساس إذن، تتعلق بالقدرة على توظيف المفاهيم وتفعيل دورها الإجرائي، فالمنهج ليس بضع (قواعد) ولا جملة (خطوات) إلا في النصوص التي تُـنظر له، أمّا في حال الممارسات البحثية فلا يكون سوى مجموعة من المفاهيم توظف في معالجة موضوعها، وطريقة هذا التوظيف، ثم إنّ هذه المفاهيم قد توجد في مجال الموضوع نفسه، أو توضع وضعاً، أو قد تستعار من مجال آخر.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معايير الصدق والثبات في البحوث الكمية والكيفية

أ.د فضيل دليو جامعة قسنطينة3 مقدمة   من المعروف أن البحوث في العلوم الاجتماعية قد تصنف تبعا لمؤشر طبيعة البيانات المستخدمة إلى بحوث كمية وبحوث كيفية. تَستخدِم الأولى تقنيات كمية مباشرة وتلجأ إلى العد والقياس والإحصاء... أما البحوث الكيفية فهي غالبا ما تخلو من التكميم والقياس، ولا تستعمل التحاليل الإحصائية بل تعتمد على التحليل الكيفي وتركز على الفهم من خلال التفاعل مع الموضوع والظاهرة المدروسة.

أهم ثمانية كتب حول نظريات علوم الإعلام والاتصال

باديس لونيس كثرت في الآونة الأخيرة حركة التأليف في مجال علوم الإعلام والاتصال بتخصصاته المختلفة في المنطقة العربية، ولكن مع هذه الحركة والحركية يبقى مجال نظريات الإعلام والاتصال يحتاج إلى مزيد من الاهتمام. ليس من ناحية الكم فقط ولكن من ناحية الكيف بشكل خاص. لأن ما يُنتج هنا وهناك صار مبتذلا بشكل واضح، بل إن الكثير من الذين استسهلوا هذا المجال لم يكلفوا أنفسهم عناء إضافة أي شيء جديد حتى ولو كان من باب تنويع المراجع أو من باب التحليل والنقد، ما يفتح الباب واسعا حول التساؤل عن جدوى التأليف مادام صاحبها يجتر ما هو موجود أصلا من دون إضافة؟ هذا فضلا عن الحديث عن السرقات العلمية الموصوفة وذلك موضوع آخر.

"جمهور وسائط الاتصال ومستخدموها"، كتاب الدكتور قسايسية الجديد

تدعمت المكتبة العربية في الايام القليلة الماضية بإصدار جديد عن دار الورسم للدكتور الجزائري علي قسايسية، عضو هيئة التدريس بكلية العلوم السياسية والإعلام بجامعة الجزائر3. الكتاب جاء تحت عنوان: جمهور وسائط الاتصال ومستخدموها (من المتفرجين الى المبحرين الافتراصيين).