التخطي إلى المحتوى الرئيسي

"الشبكات الاجتماعية والمجال العام بالمغرب: مظاهر التَّحكُّم والدَّمَقْرَطَة"، دراسة للباحث يحي اليحياوي

الباحث يحي اليحياوي
نشر الباحث المغربي يحي اليحياوي مؤخرا على موقع مركز الجزيرة للدراسات، دراسة مهمة تحت عنوان: "الشبكات الاجتماعية والمجال العام بالمغرب: مظاهر التَّحكُّم والدَّمَقْرَطَة
وهدفت الدراسة إلى مساءلة وظيفة ودور شبكات التواصل الاجتماعي بالمغرب وأثرها على حركيَّة المجال العام في ضوء تجربة 20 فبراير/شباط 2011؛ باعتبارها "الصيغة المغربية" لانتفاضات "الربيع العربي"، وما تلاها من حركات احتجاج "موسمية" خلال الأعوام الأربعة الماضية حول هذا الملف المطلبي أو ذاك. فقد كان لهذه الشبكات وقع كبير على مجريات الأحداث في حينه؛ إذ لم ينحصر فعلها في تأسيس النقاش الدائر وتحديد نطاق المَطَالِب المراد رفعها وتنسيق "التحركات"، بل ذهب لحدِّ إفراز "وعي عام" واسع أسهم بدوره في إفراز رأي عام أوسع، تمظهر بداية على منصة هذه الشبكات، ثم انتقل تدريجيًّا ليتجسَّد على أرض الواقع بالمظاهرات في الشارع وبالوقفات الاحتجاجية أمام هذه المؤسسة التمثيلية أو تلك.
وقد عمدت الورقة إلى تتبع تموُّجات الحركة واستنطاق الأدبيات الرائجة في حينه، وكذا استبيانات الرأي الميدانية المتوفرة، في ضوء أطروحة المجال العام كما تعرَّض لها يورغن هابرماس.
وخلصت الورقة إلى أن هذه الشبكات نقلت جزءًا من "الصراع" مع السلطة إلى الفضاء الافتراضي، موسِّعة بذلك من نطاق "المجال العام التقليدي" المتعارف عليه بأطروحة هابرماس، لكنها بقيت مع ذلك تراهن على كسب رهانات هذا التدافع على مستوى الشارع. وتلاحظ الورقة أن جزءًا من الصراع مع السلطة قد دار من بين ظهراني هذه الشبكات، كفعل من هنا وردِّ فعل مِن هناك، كما أن السلطة لم تُهوِّن من دور هذه الشبكات، بدليل ركوبها لموجتها وتَتبُّع حركة "مناهضيها" من خلالها. لكن المحك الحقيقي كان -ولا يزال- يُقاس بمنسوب التواجد على الأرض، ومدى قدرة الشبكات إيَّاها على رفد ذلك وترويجه صوتًا وصورةً وعلى نطاق جغرافي واسع. وقد أدركت حركة 20 فبراير/شباط ذلك جيدًا، وأدركته السلطة أيضًا، لا بل عملت هذه الأخيرة على مواكبته بنجاعة، من باب جسِّ النبض أولًا، ثم تحديد الفاعلين ثانيًا، ثم الرد ثالثًا باستهداف المواقع على الشبكات بهذه الوسيلة التقنية أو تلك.
وقد بدا للباحث أن هذه الشبكات لم تخلق مجالًا افتراضيًّا جديدًا، كما يذهب إلى ذلك البعض، بقدر ما عمدت إلى شدِّ عَضُد المجال العام القائم، لكن من خلال تنويع أدوات الضغط والتدافع؛ لذلك فإن هذا المجال الافتراضي ليس فضاءً موازيًا للمجال العام الذي تحدث عنه هابرماس، بقدر ما هو امتداد له وتوسيع لفضاء فعله وتفاعله؛ إنه إغناء لأدواته ووسائله ومكوِّناته، وليس بناءً جديدًا على أنقاضه، أو بمحاذاته.
ويمكن تصفح الدراسة كاملة بالنقر هنا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معايير الصدق والثبات في البحوث الكمية والكيفية

أ.د فضيل دليو جامعة قسنطينة3 مقدمة   من المعروف أن البحوث في العلوم الاجتماعية قد تصنف تبعا لمؤشر طبيعة البيانات المستخدمة إلى بحوث كمية وبحوث كيفية. تَستخدِم الأولى تقنيات كمية مباشرة وتلجأ إلى العد والقياس والإحصاء... أما البحوث الكيفية فهي غالبا ما تخلو من التكميم والقياس، ولا تستعمل التحاليل الإحصائية بل تعتمد على التحليل الكيفي وتركز على الفهم من خلال التفاعل مع الموضوع والظاهرة المدروسة.

أهم ثمانية كتب حول نظريات علوم الإعلام والاتصال

باديس لونيس كثرت في الآونة الأخيرة حركة التأليف في مجال علوم الإعلام والاتصال بتخصصاته المختلفة في المنطقة العربية، ولكن مع هذه الحركة والحركية يبقى مجال نظريات الإعلام والاتصال يحتاج إلى مزيد من الاهتمام. ليس من ناحية الكم فقط ولكن من ناحية الكيف بشكل خاص. لأن ما يُنتج هنا وهناك صار مبتذلا بشكل واضح، بل إن الكثير من الذين استسهلوا هذا المجال لم يكلفوا أنفسهم عناء إضافة أي شيء جديد حتى ولو كان من باب تنويع المراجع أو من باب التحليل والنقد، ما يفتح الباب واسعا حول التساؤل عن جدوى التأليف مادام صاحبها يجتر ما هو موجود أصلا من دون إضافة؟ هذا فضلا عن الحديث عن السرقات العلمية الموصوفة وذلك موضوع آخر.

"جمهور وسائط الاتصال ومستخدموها"، كتاب الدكتور قسايسية الجديد

تدعمت المكتبة العربية في الايام القليلة الماضية بإصدار جديد عن دار الورسم للدكتور الجزائري علي قسايسية، عضو هيئة التدريس بكلية العلوم السياسية والإعلام بجامعة الجزائر3. الكتاب جاء تحت عنوان: جمهور وسائط الاتصال ومستخدموها (من المتفرجين الى المبحرين الافتراصيين).