التخطي إلى المحتوى الرئيسي

"صورة المعارضة الجزائرية في الإعلام الرسمي: الواقع والتمثُّلات" دراسة للدكتور نصرالدين لعياضي

نشر الباحث الجزائري نصرالدين لعياضي مؤخرا دراسة مهمة على صفحات موقع مركز الجزيرة للدراسات تحت عنوان: "صورة المعارضة الجزائرية في الإعلام الرسمي: الواقع والتمثُّلات"، وتبحث الورقة حسب ملخص الدراسة في آليات وأبعاد الاستراتيجية التي اتَّبعها الخطاب الإعلامي الرسمي بالجزائر في البناء الإعلامي للمعارضة السياسية، وتُفكِّكُ العناصر التي يتشكَّل منها هذا البناء، كما تكشف الخلفية الفكرية والسياسية التي أَطَّرت تشكيل صورة المعارضة، وترصد رهاناتها وتأثيراتها في الرأي العام والممارسة السياسية بالجزائر في المستقبل.

ولدراسة هذه القضايا استعان الباحث بالمقاربة البنائية التي تؤمن بأن الطابع البنائي للواقع والعالم هو الشرط الأساسي للمعرفة؛ لذا ترى الدراسة أن المعارضة السياسية تنجم عن عملية بناء اجتماعي، ويستند هذا إلى جملة من التمثُّلات التي تتجلى في الخطاب. وحسب الباحث البريطاني روجر فولير، فإن الإعلام ممارسة وخطاب في آنٍ واحد لا يُظهر الحقائق الإمبريقية بشكل محايد، بل يتدخل في بنائها اجتماعيًّا. تأسيسًا على هذه المقاربة النظرية، قام الباحث بدراسة مَسْحيَّة للمنتج الإعلامي الرسمي خلال الفترة الممتدة من 24 مارس/آذار إلى 2 إبريل/نيسان 2015، وحصره في نشرة الأخبار المسائية في القناة التلفزيونية الأرضية الجزائرية، ونشرة الأخبار المركزية في القناة الأولى بالإذاعة الجزائرية، وصحيفتي المجاهد والمساء. وقام أيضًا بتحليل نوعيّ لعينة قصديَّة لنماذج من منتجات الصحف القريبة من السلطة الحاكمة، والتي أسهبت في ترويج صورة المعارضة السياسية استنادًا إلى الخطاب السياسي الرسمي المهين.
وقد توصلت الدراسة إلى تحديد استراتيجية هذه الوسائل في البناء الإعلامي للمعارضة السياسية في الأبعاد الثلاثة التالية: استحضار المعارضة وتغييبها، والتفاوت بين حضورها البصري وخطابها اللفظي، وإعادة صياغة خطابها الإعلامي. لقد شكَّلت هذه الأبعاد الإطار الذي انبنت عليه عناصر الصورة التي تظهر بها المعارضة في الخطاب الرسمي، وهي: العمالة للخارج، والتخريب، والانفصال، والمتاجرة بالسياسة. وتطعن هذه الصورة، بشكل أو بآخر، في مبدأ التعددية السياسية الذي "تبنَّته" الجزائر منذ عام 1988. إنَّ فهم هذه الاستراتيجية وإدراك دلالات صورة المعارضة السياسية لا يتسنى إلا إذا نظرنا إليها من منظار تَمثُّل السلطة الحاكمة للتنظيمات السياسية المعارضة المستلهم من تاريخ الجزائر، والفكر الشعبوي الذي أَطَّر ويُؤَطِّر الخطاب السياسي المهيمن في الجزائر.

وللإطلاع على الدراسة كاملة يمكنكم العودة إلى المصدر بالنقر هنا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معايير الصدق والثبات في البحوث الكمية والكيفية

أ.د فضيل دليو جامعة قسنطينة3 مقدمة   من المعروف أن البحوث في العلوم الاجتماعية قد تصنف تبعا لمؤشر طبيعة البيانات المستخدمة إلى بحوث كمية وبحوث كيفية. تَستخدِم الأولى تقنيات كمية مباشرة وتلجأ إلى العد والقياس والإحصاء... أما البحوث الكيفية فهي غالبا ما تخلو من التكميم والقياس، ولا تستعمل التحاليل الإحصائية بل تعتمد على التحليل الكيفي وتركز على الفهم من خلال التفاعل مع الموضوع والظاهرة المدروسة.

أهم ثمانية كتب حول نظريات علوم الإعلام والاتصال

باديس لونيس كثرت في الآونة الأخيرة حركة التأليف في مجال علوم الإعلام والاتصال بتخصصاته المختلفة في المنطقة العربية، ولكن مع هذه الحركة والحركية يبقى مجال نظريات الإعلام والاتصال يحتاج إلى مزيد من الاهتمام. ليس من ناحية الكم فقط ولكن من ناحية الكيف بشكل خاص. لأن ما يُنتج هنا وهناك صار مبتذلا بشكل واضح، بل إن الكثير من الذين استسهلوا هذا المجال لم يكلفوا أنفسهم عناء إضافة أي شيء جديد حتى ولو كان من باب تنويع المراجع أو من باب التحليل والنقد، ما يفتح الباب واسعا حول التساؤل عن جدوى التأليف مادام صاحبها يجتر ما هو موجود أصلا من دون إضافة؟ هذا فضلا عن الحديث عن السرقات العلمية الموصوفة وذلك موضوع آخر.

"جمهور وسائط الاتصال ومستخدموها"، كتاب الدكتور قسايسية الجديد

تدعمت المكتبة العربية في الايام القليلة الماضية بإصدار جديد عن دار الورسم للدكتور الجزائري علي قسايسية، عضو هيئة التدريس بكلية العلوم السياسية والإعلام بجامعة الجزائر3. الكتاب جاء تحت عنوان: جمهور وسائط الاتصال ومستخدموها (من المتفرجين الى المبحرين الافتراصيين).