بمناسبة صدور كتابه الجديد: "فصول من النقد السيميائي والثقافي للإشهار"، الباحث نورالدين هميسي لمدونة عن كثب: هناك نزوع نحو ثقافة الاستهلاك التي تمثل العش الأنسب لتفريخ الإشهار.
![]() |
نورالدين هميسي |
صدر في
الآونة الأخيرة للباحث نورالدين هميسي، عضو هيئة التدريس بجامعة سطيف، كتاب جديد
تحت عنوان: "فصول من النقد السيميائي والثقافي للإشهار"، عن دار
اليازوردي بالأردن، واحتفاء بهذا الإصدار المهم إن كان ذلك على المستوى الأكاديمي
أو على مستوى الممارسة الإعلامية، جاء هذا الحوار الذي نحاول من خلاله تسليط الضوء
على محتويات الكتاب، بالإضافة إلى التطرق إلى واقع الإشهار في الجزائر من خلال
وجهة نظر الباحث.
أجرى الحوار: باديس لونيس
صدر لكم كتاب بعنوان مثير هو فصول من النقد السيميائي والثقافي للإشهار، هل يمكنك أن تشرح لنا كيف اهتديت إلى تركيب هذه المفاهيم المهمة، في هذا العنوان؟
ما هي الإضافة التي تعد من خلالها القارئ في كتابك، في ساحة مليئة بالغث والسمين؟

يبدو من خلال العنوان، أنك اخترت طريق النقد منظورا، للاقتراب من وضع الإشهار، كيف وجدته في الجزائر؟
نورالدين
هميسي: لا يمكن تقديم جاهزة لمثل هذا السؤال من خلال ما ورد في الكتاب لأن هذا
الأخير توجه أكثر للمساءلة النظرية. معالجة موضوع الإشهار سيميائيا في الجزائر
تحتاج إلى دراسات أعمق، وإذا كان لا بد من تقديم انطباعات أولية تصلح لأن تكون
إشكاليات لبحوث قادمة، يمكن القول بأن التجربة الجزائرية في ميدان صناعة الإشهار
آخذة في التطور: سواء من ناحية كمّ الإنتاج أو من ناحية البنية الفنية للنص
الإشهاري. لقد استفدنا كثيرا من خوصصة قطاع الإعلام والإشهار، أصبحت هناك الكثير
من الوكالات التي تنشط في إنتاج الخطابات الإشهارية، أضف إلى ذلك أن عولمة الإعلام
وتقدم تكنولوجيات الإعلام والاتصال فتحت المجال للتعرف على تجربة الدول المتقدمة.
بالمقابل،
تبدو التجربة الجزائرية غامضة في ظل هذه المتغيرات، المجتمع الجزائري وأساليب حياته
تغيرا كثيرا بالمقارنة مع فترات سابقة نتيجة لتحسن المدخول، هناك نزوع نحو ثقافة
الاستهلاك التي تمثل العش الأنسب لتفريخ الإشهار. فيما يخصّ إنتاج النصوص
الإشهارية، يلاحظ على العموم بأن المعلنين الجزائريين يقلدون كثيرا الومضات
الغربية وهذا أمر عادي في رأيي لأن ميكانيزمات اشتغال الإشهار واحدة مع شيء من
التكييف مع الخصوصيات الثقافية للجماهير المستهدفة. في الجزائر، نحن لا نملك بعد
ثقافة إشهار راسخة ومستقلة لا من ناحية إنتاج النص ولا من ناحية استهلاكه والمشكلة
أننا لا نعلم إلى أين قد يذهب مستقبل التجربة الجزائرية في مجال الإشهار..
كلمة أخيرة لقرائك المحتملين؟
نورالدين
هميسي: لن أسقط في فخّ ما كنت بصدد نقده في الكتاب، يعني لن أقع في براثن الإشهار
ولن أقول بأنه عليهم أن يشتروا الكتاب.. ما أقوله للقراء هو أنهم إذا ما قرؤوا
الكتاب فأنا بحاجة لانتقاداتهم لأنني وظفت آرائي الخاصة من خلال انتقاء المواد
التي كانت مرجعيتي في الكتاب، وهذا الانتقاء لم يفرز قراءة نقدية شديدة الاتساق،
وإنما صورة تقريبية حاولت جمع آراء مشتتة لباحثين في السيمياء، الفلسفة، المنطق، علم
الاجتماع، النقد الثقافي، السياسة،... سيكون بإمكان القارئ أن يواصل تركيب هذه
القراءات من خلال توسيع هامش اطلاعه ليجد نفسه وسط نفق غائر في مختلف الأدبيات قد
لن يجد له نهاية.. والمشكلة الأكبر أنه لن يجد إجابة على سؤاله الرئيسي: لماذا يمتلك
الإشهار إذن كلّ هذه السطوة؟ ولماذا تُعقَد عليه كل هذه الآمال وتُصرَف لأجله كل
هذه الأموال؟
تعليقات
إرسال تعليق