التخطي إلى المحتوى الرئيسي

هذه هي رسالة ماكسوال ماكومبس صاحب نظرية الأجندة التي أشاد فيها بنظرية الحتمية القيمية في الإعلام

أشاد البروفيسور ماكسوال ماكومب صاحب نظرية الأجندة (ترتيب الأولويات)، بنظرية الحتمية القيمية في الإعلام، ورأى في رسالة ارسلها للبروفيسور عبد الرحمن عزي بأن هذه النظرية تفتح ابوابا جديدة لنظرية ترتيب الأولويات نفسها. وتجعلها أكثر تركيزا على القيم وأن نظرية الحتمية القيمية تمتد إلى مجال الاتصال عامة وليس الإعلام فحسب وأنه سيشجع طلبة الدكتوراه للبحث أكثر في هذا المجال، مشجعا على نشر نظرية الحتمية القيمية  في الإعلام على نطاق واسع.

وهذه هي الرسالة كاملة (ترجمة البروفسور الجيلالي بوحمامة):

البروفسور عزي ،
لقد استمتعت  كثيرا  بالاستماع إلى محاضرتكم  حول  نظرية حتمية القيمية  في الإعلام. وعلى الرغم من أن  نظريتكم ونظرية تحديد الأولويات في الإعلام تختلفان حول مجموعة من الأبعاد، فلقد وجدت في نظريتكم إطارا مرجعيا مدروسا  ومفيدا  يعمل على استثارة الأفكار  حول  البحث عن مظاهر جديدة  لنظرية تحديد الأولويات في الإعلام  أو تشجيع طلابنا  للدكتوراه  لدراستها.
وكما تعلمون، فإن التركيز الأصلي - ولا يزال التركيز المهيمن - لنظرية تحديد الأولويات في الإعلام  هو الشؤون العامة، على وجه الخصوص  و على  قضايا عامة  وشخصيات رئيسية عامة، وسمات هذه "الأشياء" موضع  الاهتمام. ومع ذلك، وعلى مدى العقد الماضي،  فالإطار النظري لنظرية تحديد الأولويات في الإعلام  تم تطبيقه على موضوعات متنوعة مثل سمعة الشركات، وممارسة الشعائر الدينية اليهودية في العصور الوسطى، والرياضة المهنية. و أنا استمع إلى محاضرتكم فقد تبادر إلى ذهني أن هذا الإطار النظري يمكن تطبيقه  كذلك  على نظرية تحديد الأولويات في الإعلام من زاوية أجندة القيم ،  وليس فقط في الرسائل الإعلامية (الأخبار والترفيه) ولكن في مجالات أخرى حول محتويات الاتصال عامة.  إن فحص التغطية الإعلامية للقضايا العامة، على سبيل المثال، يبدو جليا أنه يتضمن جدول أعمال للقيم الاجتماعية في مناقشة  لماذا تعد  هذه القضايا مهمة و لماذا  يجب التركيز على بعض الجوانب من  هذه  القضايا. وأعتقد أن هذا  مثال لما يمكن أن تسهم به النظرية في توضيح  الجوانب الضمنية لظاهرة ما .
مثال واحد بسيط من جدول أعمال القيم  قد يتبادر إلى الذهن من واحدة من دراسات الانتخابات المبكرة  التي اقترحت فيها أن  آثار كبيرة من التغطية الإعلامية للحملة الرئاسية  و وضع جدول أعمال لم تكن  مترتبة على بروز قضايا خاصة وصور المرشحين، ولكن كانت بسبب  تأثير هذه التغطية على القيم المدنية وأهمية الاستفادة  من الحملة. ومع ذلك، في إطار نظريتكم  أعتقد أنه يمكن سبر أغوار  جدول أعمال القيم في  وسائل الإعلام.
و هناك رابط آخر بين آثار القيم وبين تأثيرات  نظرية  تحديد الأوليات في الإعلام  يكمن في عمل سيباستيان فالنزويلا (Sebastian Valenzuela )(2011)  "المادية، وما بعد المادية والآثار لوضع جدول أعمال: فرضية اتساق القيم".  المجلة الدولية للبحوث حول الرأي العام، 23: 437-63.
وللعودة  إلى مسألة نظم القيم  في ثقافة ما، أعتقد أن المسألة أيضا مسألة الأخلاق  وهي مظهر من أهم مظاهر الثقافة الصحفية. وفي التمهيد لكتابي "وضع جدول أعمال"  (كامبريدج، إنجلترا في عام 2004) ذكرت  الملاحظة  التالية:
وحتى ضمن المجال الأصلي للرأي العام، هناك ما هو أكثر من اعتباره  مجرد أوصاف وتفسيرات لكيفية تأثير وسائل الإعلام في وجهات نظرنا للشؤون العامة. و بالنسبة للصحفيين فإن هذه الظاهرة  التي نحن   بصدد الحديث  عنها كدور وضع جدول أعمال وسائل الإعلام   تعد  مسألة أخلاقية شاملة  ورهيبة   حول ما  تقدمه الأجندة الإعلامية.
و من حين لآخر كنت أحض  طلاب الدراسات العليا  على الاهتمام  بهذا المجال، ولكن  لا أحد منهم  تابع الموضوع  بأي  شيئ من الاهتمام .
لقد جعلت  محاضرتكم  كلا من   هذين المسألتين حول القيم أكثر بروزا  في  جدول أعمالي للبحوث المستقبلية. وهذه مساهمة رائعة ونحن ندخل العام الجديد.
 و أي فكرة  لديكم حول هذه القضايا النوعية ستكون محل  ترحيب  من طرفنا  .
شكرا جزيلا  لكم على إرسال محاضرتكم  لي  و أشجعكم على القيام   بنشرعملكم على نطاق  واسع .
البروفسور ماكسوال ماكومب      
أستاذ كرسي فخري في الإعلام
جامعة تكساس  بأوستين

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معايير الصدق والثبات في البحوث الكمية والكيفية

أ.د فضيل دليو جامعة قسنطينة3 مقدمة   من المعروف أن البحوث في العلوم الاجتماعية قد تصنف تبعا لمؤشر طبيعة البيانات المستخدمة إلى بحوث كمية وبحوث كيفية. تَستخدِم الأولى تقنيات كمية مباشرة وتلجأ إلى العد والقياس والإحصاء... أما البحوث الكيفية فهي غالبا ما تخلو من التكميم والقياس، ولا تستعمل التحاليل الإحصائية بل تعتمد على التحليل الكيفي وتركز على الفهم من خلال التفاعل مع الموضوع والظاهرة المدروسة.

أهم ثمانية كتب حول نظريات علوم الإعلام والاتصال

باديس لونيس كثرت في الآونة الأخيرة حركة التأليف في مجال علوم الإعلام والاتصال بتخصصاته المختلفة في المنطقة العربية، ولكن مع هذه الحركة والحركية يبقى مجال نظريات الإعلام والاتصال يحتاج إلى مزيد من الاهتمام. ليس من ناحية الكم فقط ولكن من ناحية الكيف بشكل خاص. لأن ما يُنتج هنا وهناك صار مبتذلا بشكل واضح، بل إن الكثير من الذين استسهلوا هذا المجال لم يكلفوا أنفسهم عناء إضافة أي شيء جديد حتى ولو كان من باب تنويع المراجع أو من باب التحليل والنقد، ما يفتح الباب واسعا حول التساؤل عن جدوى التأليف مادام صاحبها يجتر ما هو موجود أصلا من دون إضافة؟ هذا فضلا عن الحديث عن السرقات العلمية الموصوفة وذلك موضوع آخر.

"جمهور وسائط الاتصال ومستخدموها"، كتاب الدكتور قسايسية الجديد

تدعمت المكتبة العربية في الايام القليلة الماضية بإصدار جديد عن دار الورسم للدكتور الجزائري علي قسايسية، عضو هيئة التدريس بكلية العلوم السياسية والإعلام بجامعة الجزائر3. الكتاب جاء تحت عنوان: جمهور وسائط الاتصال ومستخدموها (من المتفرجين الى المبحرين الافتراصيين).