![]() |
د. محمد شوقي الزين |
"الكاتب كاتبان، إما إيكاروس (Icarus) وإما ديدالوس (Daedalus).
الأول يحب الأضواء، يهوى التحليق في الهواء، يفتتن بالأنوار، يريد أن يندمج بالشمس، لكن احتراق الجناحين من فرط الصعود والاقتراب من السعير يهوي به في القاع؛ الثاني يميل إلى الظلال، يختبئ في الأروقة، يعمل في الخفاء، يحب الصناعة والفبركة، دهليزي التفكير، متواري التدبير، يُحسَب عليه المعرفة التقنية بلا وعي يقظ. مهما كانت التأويلات (وكانت هنالك تأويلات)، فإن الصورة الأكسيمورية بين النور والعتمة، بين هوى الأضواء وسحر الأنفاق، يجعل الكاتب في كل مرة في الوضعية الحرجة وغير المريحة من الاختيار العسير: بين افتتان بحب الظهور أو الفرار نحو الجحور"
تعليقات
إرسال تعليق