كمال بلكين
كلما
قامت نظرية جديدة "نبهتنا"إلى الفخ الذي أوقعتنا فيه نظرية سابقة، لتوقعنا
بدورها في فخها الذي ستنتشلنا منه نظرية قادمة، ما جعل البعض لا يثق بأي نظرية
تسمى "جديدة"، وقد يقف ضدها بعنف، مدافعا عن فخه القديم بشراسة، فإن تم
هذا على نطاق واسع فقد تدخل البشرية - كما دخلت في السابق- عصرا جليديا من الحروب اللامتناهية.
لحل هذه
"الإشكالية" يقترح البعض استبدال هذا التصور بتصور آخر مفاده أن كل نظرية
جديدة محاولة جديدة ، قد لا تكون إلا خطوة فقط لبلوغ هدف بعيد. يحمل هذا الاقتراح
في طياته نوعا من عدم توفر الراحة الجميلة التي يريد أن ينعم بها الكسالى وقدرا من
المجازفة التي يهواها القليل جدا من الناس.
المجازفة وحدها- فيما اعتقد- هي التي استطاعت أن تصنع تقدما ملموسا في
تاريخ البشر، أما الخوف ونظرياته التبريرية فلم تفلح في أحسن الأحوال إلا في
الحفاظ على وضع يبدو جيدا، لكنه في الحقيقة وللأسف ليس إلا صنيعة مجازفة سابقة.
بين نظرية الفخ ونظرية المغامرة يصنع البشر تاريخهم أو يصنع لهم على
هذا الكوكب الصغير.
تعليقات
إرسال تعليق