التخطي إلى المحتوى الرئيسي

اختتام مؤتمر مستقبل العلوم الاجتماعية في العالم العربي بوهران

اختتمت أمس، فعاليات أشغال مؤتمر ''مستقبل العلوم الاجتماعية في العالم العربي''، الذي احتضنه المركز الوطني للبحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، بوهران، وشارك فيه 34 محاضرا، على مدار ثلاثة أيام، بمساهمة ''الخبر''. ودعت الدكتورة خولة طالب الإبراهيمي، أول أمس، في محاضرتها حول ''السؤال اللساني في العلوم الاجتماعية''، إلى تخليص اللغة العربية من الخطاب اللاهوتي والخطاب الإيديولوجي الدغمائي، وضرورة إيجاد منطقة وسطى بين القائلين إنها ''لغة الله'' و''لغة قاصرة على مسايرة العصر". 
ورهنت المتدخلة، في محاضرتها، تطور العلوم الاجتماعية في العالم العربي بالترجمة ونقل ''المعنى الذي يأتي من الغير ونقله إلى عالمنا، لأننا في حالة تبعية فكرية في الوقت الحاضر''. واستدلت بالتقارير الصادرة عن هيئات أممية وعالمية تقر كلها بضآلة النتاج الفكري باللغة العربية، بالقياس مع مساحة وطاقة العالم العربي. ودعت إلى تحرير وتثوير اللغة العربية من الخطابين اللاهوتي والدغمائي أو الخطاب السحري، وتحويلها إلى لغة علمية دقيقة. كما رافعت من أجل جعل التهيئة اللغوية ووضع القواميس مهمة عربية لمختصين من كل العالم العربي لتحديد التوجهات المصطلحية. وفي تطرقها لمؤشرات التحكم في اللغة، اعتبرت المحاضرة بأن سياسة التعريب في الجزائر صاحبها تراجع التحكم في اللغة الفرنسية لدى الأجيال الحالية. 
من جهته، عقد محسن بوعزيزي، من جامعة تونس، مقارنة بين كتابة النص السوسيولوجي في المغرب والخليج والمشرق العربي. ووصف الورقة المشرقية بأنها ''سلسة ومسطحة تجهز على طبقات المعنى فيها''، وفي المقابل تتميز الورقة المغاربية: ''بولع بالمنهجية والنظرية وجنوح إلى الاختزال والتقشف وكسل في المخيال السوسيولوجي''. كما اعتبر هذه الكتابة بأنها متقطعة مع السياق التاريخي ولم تنتج مصطلحات مرتبطة بأصولها الاجتماعية. وهي فكرة أثارت سخط علماء الاجتماع الحاضرين في القاعة، على غرار الدكتور محمد حافظ دياب، من مصر، الذي أجاب بوعزيزي قائلا: ''كيف تقول إنه لم تنتج مصطلحات ونسيت أن ابن خلدون الذي استشهدت به هو مؤسس مصطلحات لا ينازعه فيها أحد كالعمران والعصبية والطبائع''. كما أشار إلى أهمية عنصر اللغة بقوله: ''لا يمكن للعلوم الاجتماعية أن تتطور بمعزل عن اللغة. هذه العلوم لا بد أن تبدأ من اللغة كي لا تنتهي إليها''. وبرأ ساحة علماء الاجتماع العرب من تهمة عدم توقع أحداث الربيع العربي قائلا: ''إن علم الاجتماع لم يستطع التنبؤ بسقوط الكتلة الاشتراكية وأمور أخرى".


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معايير الصدق والثبات في البحوث الكمية والكيفية

أ.د فضيل دليو جامعة قسنطينة3 مقدمة   من المعروف أن البحوث في العلوم الاجتماعية قد تصنف تبعا لمؤشر طبيعة البيانات المستخدمة إلى بحوث كمية وبحوث كيفية. تَستخدِم الأولى تقنيات كمية مباشرة وتلجأ إلى العد والقياس والإحصاء... أما البحوث الكيفية فهي غالبا ما تخلو من التكميم والقياس، ولا تستعمل التحاليل الإحصائية بل تعتمد على التحليل الكيفي وتركز على الفهم من خلال التفاعل مع الموضوع والظاهرة المدروسة.

أهم ثمانية كتب حول نظريات علوم الإعلام والاتصال

باديس لونيس كثرت في الآونة الأخيرة حركة التأليف في مجال علوم الإعلام والاتصال بتخصصاته المختلفة في المنطقة العربية، ولكن مع هذه الحركة والحركية يبقى مجال نظريات الإعلام والاتصال يحتاج إلى مزيد من الاهتمام. ليس من ناحية الكم فقط ولكن من ناحية الكيف بشكل خاص. لأن ما يُنتج هنا وهناك صار مبتذلا بشكل واضح، بل إن الكثير من الذين استسهلوا هذا المجال لم يكلفوا أنفسهم عناء إضافة أي شيء جديد حتى ولو كان من باب تنويع المراجع أو من باب التحليل والنقد، ما يفتح الباب واسعا حول التساؤل عن جدوى التأليف مادام صاحبها يجتر ما هو موجود أصلا من دون إضافة؟ هذا فضلا عن الحديث عن السرقات العلمية الموصوفة وذلك موضوع آخر.

"جمهور وسائط الاتصال ومستخدموها"، كتاب الدكتور قسايسية الجديد

تدعمت المكتبة العربية في الايام القليلة الماضية بإصدار جديد عن دار الورسم للدكتور الجزائري علي قسايسية، عضو هيئة التدريس بكلية العلوم السياسية والإعلام بجامعة الجزائر3. الكتاب جاء تحت عنوان: جمهور وسائط الاتصال ومستخدموها (من المتفرجين الى المبحرين الافتراصيين).