التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الصحافة الدينية الصفراء

تقسم الصحافة في الأوساط الأكاديمية إلى مدرستين متمايزتين؛ الصحافة المهنية الاحترافية القائمة على مبدأ تقديم ما يفيد القراء، وصحافة صفراء تقوم على الإثارة، ومبدؤها هو تقديم ما يثير انتباه القراء، لذلك فشغلها الشاغل هو البحث عن كل ما هو غريب وغير مألوف وغالبا ما تتركز تغطياتها على مواضيع الجنس والجريمة والمشاهير، في أسلوب يقترب كثيرا من أسلوب الشارع.
والحقيقة أن انتشار الصحافة الصفراء صار أمرا عاديا ومسلما به، ولم يعد يفاجئ أحدا الاعتماد المتزايد للصحف على أسس هذه المدرسة واغترافها من قاموسها التحريري. ولكن ما لا يمكن استساغته والتسليم به هو ظهور صحافة تصنف نفسها تحت اسم الصحافة الدينية ولكنها أقرب إلى الصحافة الصفراء شكلا ومضمونا.
أجل، فهي تشبهها تماما؛ تستغل صورة المرأة لجذب انتباه جمهور القراء فهي لا تغيب عن صفحتها الأولى وإن كانت هذه المرة بلباس يُسوّق تحت اسم الحجاب العصري، كما أن مواضيع الجنس حاضرة أيضا وبقوة وبالخط الأحمر، أما موضوع السحر والشعوذة فهو الركن الدائم الذي لا يمكن الاستغناء عنه، أما المواضيع الدينية فهي غالبا ما تكون مسروقة من المواقع الالكترونية دون حتى الإشارة إلى مصدرها.
كم كنتُ أستغرب وأنا أتصفح هذه النوع من الجرائد...
اليوم زال الاستغراب، عندما لمحت في ترويسة إحداها أنها تصدر كملحق عن أعرق جريدة صفراء في الجزائر.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معايير الصدق والثبات في البحوث الكمية والكيفية

أ.د فضيل دليو جامعة قسنطينة3 مقدمة   من المعروف أن البحوث في العلوم الاجتماعية قد تصنف تبعا لمؤشر طبيعة البيانات المستخدمة إلى بحوث كمية وبحوث كيفية. تَستخدِم الأولى تقنيات كمية مباشرة وتلجأ إلى العد والقياس والإحصاء... أما البحوث الكيفية فهي غالبا ما تخلو من التكميم والقياس، ولا تستعمل التحاليل الإحصائية بل تعتمد على التحليل الكيفي وتركز على الفهم من خلال التفاعل مع الموضوع والظاهرة المدروسة.

أهم ثمانية كتب حول نظريات علوم الإعلام والاتصال

باديس لونيس كثرت في الآونة الأخيرة حركة التأليف في مجال علوم الإعلام والاتصال بتخصصاته المختلفة في المنطقة العربية، ولكن مع هذه الحركة والحركية يبقى مجال نظريات الإعلام والاتصال يحتاج إلى مزيد من الاهتمام. ليس من ناحية الكم فقط ولكن من ناحية الكيف بشكل خاص. لأن ما يُنتج هنا وهناك صار مبتذلا بشكل واضح، بل إن الكثير من الذين استسهلوا هذا المجال لم يكلفوا أنفسهم عناء إضافة أي شيء جديد حتى ولو كان من باب تنويع المراجع أو من باب التحليل والنقد، ما يفتح الباب واسعا حول التساؤل عن جدوى التأليف مادام صاحبها يجتر ما هو موجود أصلا من دون إضافة؟ هذا فضلا عن الحديث عن السرقات العلمية الموصوفة وذلك موضوع آخر.

"جمهور وسائط الاتصال ومستخدموها"، كتاب الدكتور قسايسية الجديد

تدعمت المكتبة العربية في الايام القليلة الماضية بإصدار جديد عن دار الورسم للدكتور الجزائري علي قسايسية، عضو هيئة التدريس بكلية العلوم السياسية والإعلام بجامعة الجزائر3. الكتاب جاء تحت عنوان: جمهور وسائط الاتصال ومستخدموها (من المتفرجين الى المبحرين الافتراصيين).