كلام كثير قيل ويقال حول "القرية العالمية" التي بشّر بها ماكلوهان في ستينات القرن الماضي، في إشارة إلى دور تكنولوجيا الاتصال الجديدة في التقريب بين المجتمعات إلى حد توحيد الثاقافات في ثقافة واحدة عرّفتها العولمة فيما بعد على انها الثقافة الغالبة والمتمثلة في الثقافة الرأسمالية على نموذج الولايات المتحدة الأمريكية.
وجاءت الشبكات الاجتماعية.. وتسابق المختصون والعاديون للتأكيد على ظهور انسان عالمي الطباع والثقافة مستشهدين بالقدرة الرهيبة التي يتوفر عليها الفايسبوك مثلا في الربط بين أكثر المستخدمين تباعدا وجعلهم "أصدقاء".
انا شخصيا أرى عكس ذلك تماما، فالشبكات الاجتماعية ساهمت أيضا وبشكل غير مسبوق في جمع المتشابهين على وجه الأرض وإعلاء أصواتهم، بعدما غرقوا في "دوامة صمت" عميقة لأسباب عديدة.
وخير مثال على ما أقول ما يفعله الامازيغ في شمال إفريقا، الذين وجدوا اخيرا الوسيلة المثالية للتعبير بحرية كبيرة على انتمائهم الثقافي، وأنشؤوا مجموعات متنوعة لتوحيد لغتهم ومناقشة قضايهم التي دفنتها الأنظمة لعهد طويل، وذلك في مبادرات شعبية بعيدة عن انتهازية المنظمات والاحزاب الرسمية التي طالما تاجرت بقضيتهم.
الشبكات الاجتماعية أعتقد ستساهم ايضا في بروز الثقافات المحلية، ولن تقتلها كما يقول بذلك الكثير من الباحثين.
أزول فلاون.
تعليقات
إرسال تعليق