لا شك أن العلاقة بين التقنية والثقافة من بين المواضيع التي جذبت ولازالت تجذب اهتمام الباحثين لاستجلاء مكامن هذه العلاقة الجدلية بين ما هو مادي وما هو روحي، وفي هذا الإطار يأتي هذا المقال/الدراسة المهم جدا ليضيف لبنة إلى الأفكار السابقة بتشريحه لهذه العلاقة مشيرا إلى أهم المفكرين الذين أدلو بأفكارهم وآرائهم لتبرير أو نقد هذه العلاقة أمثال: كارل ماركس، ماكلوهان بروز مازلش، جان بودريار، هارولد انيس ....
المقال للباحث: جوزيف سليد (كلية الاتصالات/جامعة أوهايو) وهو تحت عنوان: المعلوماتية وتشكيل الثقافة (مسألة مجاز)، ترجمة حسام الخطيب، نُشر في مجلة "نزوى"، العدد 59، جويلية 2009م، من الصفحة 43 إلى الصفحة54.
بعد أن قدم لدراسته لنماذج ارتباط التقنية بتسمية الحقبة التاريخية التي ظهرت فيها، وصل به الحديث إلى الحقبة المعاصرة التي لم يحسم في تسميتها انطلاقا من تعدد وأهمية التقنيات، إلا أن أكثرها شيوعا هي (المرتبطة بالاتصال). بعد ذلك طرح قضية التقانة والثقافة وناقشها استنادا لما أسماه بالمجاز. وتحت عنوان معالجة المعلومات والاقتصاد المادي استفاض في تبيان آثار التقنية على المجتمع من الناحية الثقافية مستعرضا الكثير من آراء العلماء والباحثين، أما تحت عنوان ضجيج الثقافة: بروز المجاز العضوي؛ اشتغل على شرح فكرة المجاز العضوي للثقافة محاولا إسقاط الكثير من المفاهيم التقنية والمادية على الجانب الروحي للثقافة للوصول إلى نتيجة أن الثقافة الحية، القائمة على التفاعل المركب بين أحيائها تستطيع أن تصمد تحت ضغط أية بنية مصطنعة تفرض عليها. وإن مجازات التنظيم الذاتي تستطيع أن تتحدى تقاليد التسيير والتحكم.
وهذا مقتطف من الدراسة في سياق حديث الكاتب عن وسائل الإعلام:
والحق أن الغربيين يصرفون وقتا في مناقشة السلطة المزعومة لشبكات الاتصال التي تحصرهم وتفرقهم في آن معا. وكما يذكر جيمس كاري من الملاحظ أن معظم الدراسات المتعلقة بوسائل الإعلام ركزت على نماذج البث أكثر من تركيزها على المناحي الطقوسية للاتصال، وعلى الإضافات المتراكمة التي تغذي الجماعات وتقودها إلى الاستقرار مع تأكيدات المقاصد، ربما لان الوظائف الطقوسية للإعلام تفتقر إلى الدرامية وقوة التأثير، وتبدو أشبه بمفعول غرفة ذات أصداء.
ثم إن النظرية الكلاسيكية للإعلام قد دُفعت باتجاه البث، وحتى كلود شانون من جهابذة علم المعلومات، كان أكثر اهتماما بكيفية البث غير المخل عن كيفية استطاعة الرموز على نقل المعنى. وبالتأكيد يعاني المعنى من الإخلال تحت وطأة مواصفات البث. وكما ألمح جون ديوي الذي قال: (إن المجتمع لا يوجد فقط من خلال البث والاتصال، ولكن من الصواب أن نقول: إنه يوجد في البث وفي الاتصال)".
المقال مهم جدا، ويتطلب الكثير من التركيز، بل قد يتطلب أكثر من قراء واحدة لفهمه والاستفادة مما جاء فيه من أفكار ومعلومات قيمة.
السلام عليكم
ردحذفأستاذ هناك أيضا كتاب يتحدث عن هذا الموضوع:
نظرية الثقافة، تأليف مجموعة من الكتاب، تر:د.علي سيد الصاوي،مراجعة:أ.د.الفاروق زكي يونس،وهذا الكتاب عبارة عنسلسلة من الكتب الثقافية يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت 1923-1990.
وعليكم السلام أستاذة نصيرة، واهلا بك هنا على مدونتي..
ردحذفلقد أسعدتني مبادرتك بالتعليق والإضافة..خاصة وانك لفت انتباهنا إلى أهم المؤلفات المترجمة في مجال مفهوم الثقافة لأصحابه: ميشال تومبسون، ريتشارد إيليس وأيرون ويلدافسكي..
أشكرك كثيرا.. وأتمنى ان لا تبخلي علينا بكل إضافة ترين انها مفيدة..