التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مؤتمر دولي حول الدين و الممارسة السياسية في شمال إفريقيا و السودان بجامعة الجزائر2، 27 و28أبريل 2015

مذكرة الملتقى

انتهجت الحركات ذات التوجهات الإسلامية في منطقة الشمال الإفريقي والسودان مسارات متعددة في محاولتها قيادة مطالب التغيير المعطل، كما تماثلت تجاربها من حيث طبيعة تكوين الكتل التنظيمية الحزبية وطبيعة الخطاب الأيديولوجي، إلى جانب ارتباطاتها العضوية من حيث المسار التاريخي، رغم تباين بعض من مواقفها و اختلاف مآلاتها توجهاتها السياسية، خاصة بعد ثوران شعوب المنطقة عام 2011 . 

لقد أخذت هذه التجارب، من الناحية الفعلية، صفة النزاع المسلح بين كتلتين مختلفتين من حيث القيم الثقافية والمرجعية الدينية أوصل إلى انقسام عنيف للبلد الواحد، كما هو الشأن في الحالة السودانية، أو إلى انشطارية على مستوى انسجام المجتمع نفسه، كما هو عليه الحال في ليبيا. الأمر الذي أدى إلى تحريك الكامن من أشكال التنظيمات التقليدية وقيمها القبلية والدينية لتحل محل الدولة التي كانت مغيبة أصلا.
في خضم ثوران شعوب المنطقة الذي قادته كتلة سوسيولوجية غير منسجمة من حيث الانتماء الفئوي والسند الأيديولوجي - بالرغم من وحدة شعارات التغيير المعطل - حاولت الحركات ذات التوجهات الإسلامية التحكم في مساره دون تقييم عميق لأسباب فعله المفجر ودون أن تكون لها القدرة والإمكانيات على معالجة هذه الأسباب ؛ مما أدى في فترة قصيرة إلى وضع سياسي قائم على تدافع لم يكن من شأنه، في معظم الأحيان، أن يحقق التغيير المنشود بقدر ما كان تراجعا عنه والعودة إلى وضع سابق في مجال الممارسة السياسية وقيمها.
وفي هذا الصدد، لابد من الإشارة إلى أن توظيف الدين سياسيا هو عملية تاريخية لم تنفرد به الحركات ذات التوجهات الإسلامية بل اعتمدته أيضا مختلف الحركات السياسية كونه عنصرا أساسيا في وعي المجتمع بذاته وقوة شديدة التأثير في تصرفات الرأي العام وتوجهاته.
هذا الحاضر الغائب (أي الدين) في تاريخ المنطقة والفاعل على مختلف مستويات النسيج الكلي للمجتمع ومؤسساته، استعمل كمحفز في جملة من اللحظات الزمنية كحامل لعملية التغير في شكل ثلاثة تيارات وتنظيمات متناسخة: 
- أولا: هناك التنظيمات التقليدية المتمثلة في الأحزاب وأشكال المؤسسات ذات العلاقة العضوية بالطرق الصوفية ونموذجها الحركة المهدية وحزب الأمة في السودان.
- ثانيا: هناك الحركة السلفية التي مثلت تاريخيا أيديولوجية تأسيس الدولة التي اتخذت منها وسيلة في رسم سياستها تجاه الدول المنتمية لذات الفضاء الحضاري. 
- ثالثا: هناك التيار الإخواني الذي برز تاريخيا كنتيجة لمجموعة التحديات الكبرى السياسية، الثقافية والاجتماعية التي تعرضت وتتعرض لها المنطقة وما نجم عن ذلك من حيرة وقلق وتضارب في القيم. هذا التيار الثالث أخذ صفة العالمية وتفرعت عنه مجموعة من التنظيمات اعتمد بعضها على الخصوصية الدينية الوطنية كمرتكز للتمايز عن التنظيم الأم، ومن ثمة توظيف هذه الخصوصية في استراتيجية المطالبة بالتغيير السياسي دون الأخذ بعين الاعتبار الظروف الموضوعية التي تفصل بين حجة الأصالة ومتطلبات عصر مجتمع الإنسان المزدهر؛ هذا الإشكال المركب هو موضوع هذا الملتقى الذي نحاول من خلال محاوره متابعة مكونات الحركات الإسلامية بجميع أطيافها في منطقة شمال أفريقيا والسودان مع التركيز على الفترة الراهنة التي أصبحت تنعت في بعض الأدبيات الأكاديمية بـ "الحقبة الإسلامية "Islamic Era"، فترة حاول فيها الإسلام السياسي بفصائله وتنظيماته الحلول محل الأنظمة السياسية القائمة وقيادة ثوران شعوب المنطقة وفق استراتيجية الوفاء والإقصاء، لا على أساس الكفاءة والحرص على إشراك الآخر في ممارسته للسلطة. ما أدى إلى فقدان الإسلام السياسي للمصداقية، فسقطت محرمات كانت مرسخة في الخطاب الثقافي والسياسي حول وظيفة الدين ومكانة رموزه على مستوى الرأي العام، وهنا يُطرح السؤال: هل يعود فقدان تنظيمات الإسلام السياسي لمصداقيتها إلى كون الأحزاب السياسية ذات التوجهات الإسلامية تعاني من خلل هيكلي ناتج عن عدم القدرة على التوفيق بين قيم الجماعة بمفهومها العقائدي والتوجه الديني التقليدي؟ ومن ثم عجزها عن تحقيق الانتقال إلى تنظيمات حزبية حديثة تحكمها العقلانية المؤسساتية المنظمة للعلاقات على المستوى الداخلي، والموجهة للسلوك السياسي على المستوى الخارجي (العلاقة مع الآخر) على أساس التفاعل الإيجابي لا النفي والإقصاء؟
محاور المؤتمر
1- الدين و المخيال السياسي العام.
2- الخلفية الأنثروبولوجية/ التاريخية لوظيفة الدين السياسية في منطقة شمال إفريقيا والسودان.
3ـ المرجعية المعرفية للحركات والتيارات ذات التوجهات الإسلامية.
4ـ التطور التنظيمي للتيارات والحركات ذات التوجهات الإسلامية.
5ـ جدلية التوافق والتعارض في خطاب الحركات ذات التوجهات الإسلامية مع التركيز 
على نماذج محلية محددة.
6ـ الحركات والتيارات ذات التوجهات الإسلامية والموقف من الآخر، محليا وعالميا.
7ـ موقف الحركات ذات التوجهات الإسلامية من ثوران شعوب المنطقة عام 2011، ودورها فيه.
8ـ من دهاليز المعارضة إلى منابر المشاركة :موقف التنظيمات الحزبية ذات التوجهات الإسلامية من السياسة والحكم.
اللجنــة العلميــة
أ.د/ محمود بوسنة الجزائر أ.د خميسي حميدي الجزائر
أ.د/ العياشي عنصر قطر أ.د عمار جفال الجزائر
د/ رشيد ميموني الجزائر أ.د/ عبد المجيد دهوم الجزائر
أ.د/ منصف الوناس تونس د/ بوساحة عمار الجزائر
أ.د/ مختار بن عبد اللاوي المغرب أ.د/ أحمد زايد مصر
أ.د/ بوسعادة رشيد الجزائر أ.د/ نور الدين جباب الجزائر
أ.د/ احميدة النيفر تونس أ.د/ عريب الرنتاوي الأردن
أ.د/ بومدين بوزيد الجزائر أ. د/ سامح فوزي مصر
أ.د/ مصطفى التير ليبيا أ.د/ يوسف السوامي ليبيا
أرقام الاتصال : 0540285047 (213)+ ; +213 772 136 344 
الفاكس: 021.90.90.15
البريد الإلكتروني: lab.religion.societe@gmail.com ; arousz@yahoo.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معايير الصدق والثبات في البحوث الكمية والكيفية

أ.د فضيل دليو جامعة قسنطينة3 مقدمة   من المعروف أن البحوث في العلوم الاجتماعية قد تصنف تبعا لمؤشر طبيعة البيانات المستخدمة إلى بحوث كمية وبحوث كيفية. تَستخدِم الأولى تقنيات كمية مباشرة وتلجأ إلى العد والقياس والإحصاء... أما البحوث الكيفية فهي غالبا ما تخلو من التكميم والقياس، ولا تستعمل التحاليل الإحصائية بل تعتمد على التحليل الكيفي وتركز على الفهم من خلال التفاعل مع الموضوع والظاهرة المدروسة.

أهم ثمانية كتب حول نظريات علوم الإعلام والاتصال

باديس لونيس كثرت في الآونة الأخيرة حركة التأليف في مجال علوم الإعلام والاتصال بتخصصاته المختلفة في المنطقة العربية، ولكن مع هذه الحركة والحركية يبقى مجال نظريات الإعلام والاتصال يحتاج إلى مزيد من الاهتمام. ليس من ناحية الكم فقط ولكن من ناحية الكيف بشكل خاص. لأن ما يُنتج هنا وهناك صار مبتذلا بشكل واضح، بل إن الكثير من الذين استسهلوا هذا المجال لم يكلفوا أنفسهم عناء إضافة أي شيء جديد حتى ولو كان من باب تنويع المراجع أو من باب التحليل والنقد، ما يفتح الباب واسعا حول التساؤل عن جدوى التأليف مادام صاحبها يجتر ما هو موجود أصلا من دون إضافة؟ هذا فضلا عن الحديث عن السرقات العلمية الموصوفة وذلك موضوع آخر.

"جمهور وسائط الاتصال ومستخدموها"، كتاب الدكتور قسايسية الجديد

تدعمت المكتبة العربية في الايام القليلة الماضية بإصدار جديد عن دار الورسم للدكتور الجزائري علي قسايسية، عضو هيئة التدريس بكلية العلوم السياسية والإعلام بجامعة الجزائر3. الكتاب جاء تحت عنوان: جمهور وسائط الاتصال ومستخدموها (من المتفرجين الى المبحرين الافتراصيين).