التخطي إلى المحتوى الرئيسي

جامعة بسكرة تنظم المؤتمر الدولي: الدراسات السوسيولوجية في الجامعات العربية في ظل التغير الاجتماعي في الوطن العربي

ينظم مخبر التغير الاجتماعي و العلاقات العامة في الجزائر (كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية جامعة محمد خيضر -بسكرة - الجزائر) المؤتمر الدولي: الدراسات السوسيولوجية في الجامعات العربية في ظل التغير الاجتماعي في الوطن العربي يومي 9-10 فيفري 2015.

الإشكالية:

تعتبر الدراسات السوسيولوجية من أكثر المعارف العلمية تأثرا بالظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية السائدة في المجتمع، إذ تجعل هذه الدراسات المجتمع كله ميدانا لها، كما تقدم إسهاما أساسيا لتحديد أهداف المجتمع المدروس ورسم السبل والوسائل اللازمة لبلوغ هذه الأهداف، ويمثل علم الاجتماع اهم العلوم القائمة على هذا النوع من الدراسات، إذ يعرف بأنه: الدراسة العلمية للعلاقات المتبادلة بين أفراد المجتمع، فهو يصفها ويحللها ويفسرها لاكتشاف القوانين التي تتحكم فيها والقدرة على التنبؤ بالمستجدات التي تطرأ عليها مستقبلا.
تحتل الدراسات السوسيولوجية في العالم الغربي مكانة مرموقة، والريادة بين العلوم في الاعتماد عليها في عمليات التخطيط لبناء وتطوير هذه المجتمعات، وهو ما انعكس على نمو وتطور علم الاجتماع في الجامعات الغربية، والذي تجسد في القضايا والمواضيع ذات الاهتمام المتعلق بالمشاكل والمستجدات التي تظهر بها، وهو ما جعل مكانة هذا العلم تزيد وتبرز في التنظير والدراسات من جهة، وتطوير الأدوات والمناهج من جهة أخرى، واستطاع هذا العلم في عديد الدول المتقدمة أن يحرر عملية البحث عن المعرفة الإنسانية من أجواء التأمل والفكر الفلسفي إلى دراسات وأبحاث علمية ميدانية جادة، وعلى العكس من ذلك في جامعاتنا العربية.
تميزت المراحل التأسيسية الأولى لعلم الاجتماعوالمنسوبة لابن خلدون، بنشاط واسع وإنتاج أصيل مبتكر متعدد الجوانب وطلب العلم والبحث والتدريس والتأليف، في ظل ظروف تنازع القبائل بهدف السيطرة السياسية والاقتصادية، وبين الإحباطات تارة والنجاحات تارة أخرى، قرر ابن خلدون الاعتكاف من أجل التأليف وطرح منتوج علمي، ابتكر من خلاله علم جديد سماه "علم العمران البشري والإجتماع الإنساني"، والذي أنتج في جو يتسم بعدم الاستقرار السياسي، واطلاعاته الموسعة وتنوع تجاربه الاجتماعية التي اكتسبها من رحلاته العديدة ما بين مختلف الفئات الاجتماعية جاعلا بذلك المعرفة تنزل من أبراجها العالية إلى عالم الواقع الاجتماعي الزاخر بالمشكلات وواضعا حدا بين المعرفة الاستنباطية الفلسفية وبين المعرفة الاستقرائية من خلال طرح واقع اجتماعي.
وفي مرحلة تأسيسية ثانية لعلم الاجتماع ارتبطت بأوربا وأمريكا مع خلفية اجتماعية وفكرية واقتصادية تكاد تكون واحدة نتاج لعصري النهضة والتنوير، بما شملت عليه التغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية التي عصفت بأوربا، واستمر تأثيرها على الكتابات التي ظهرت في القرن الثامن عشر والتي اتسمت بالصبغة الفلسفية الاجتماعية والنقدية للمجتمع والتي عرفت بفلسفة عصر التنوير، فقد تمخض عن هذا العصر الثورة الفرنسية والكثير من حركات التحرر السياسي والفكري في هذه المرحلة ظهرت دراسات وأبحاث عديدة لبحث الوضعية الاجتماعية ودراسة التغيرات المفاجئة لعصر التنوير وأثرها على التماسك الاجتماعي، منها الدراسات التي أجراها كونت إذ أطلق تسمية الفلسفة الوضعية ليعبر بها عن علم الاجتماع فكان بذلك أن توصل لـ "علم الاجتماع" والذي هو بالأساس نتاج لواقع اجتماعي عاصره وبحث في سبل تطويره.
يتبين من المراحل التأسيسية السابقة أن الوظيفة الرئيسية لهذا العلم هي الاهتمام بدراسة حركة المجتمع، وهدفه أن يكون المجتمع متجها في نموه وحركته إلى التماسك والاسقرار فعلماء الاجتماع الأوائل حاولوا جعل مهمة علم الاجتماع إمداد العلماء والباحثين بأساس نظري، ليساهم في حل كل الخلافات والمشاكل الاجتماعية إذ ارتبط علم الاجتماع منذ نشأته الأولى بالرغبة في الإصلاح الاجتماعي المتدرج وعلاج الفوضى التي سادت المجتمع الغربي.
ولأن أغلب بلدان الوطن العربي تعيش اليوم مشكلات اجتماعية متعددة الأسباب سياسية واقتصادية وتربوية وثقافية، نحاول أن نبحث من خلال هذا الملتقى عن موقع علم الاجتماع في ظل هذه الأحداث من خلال بحثنا عن واقع الدراسات السوسيولوجية في جامعاتنا بالوطن العربي في ظل التحولات الاجتماعية التي يعرفها الوطن العربي ، باحثين خلال طرحنا هذا عن سبل تفعيل هذا العلم للمساهمة بأساليب فعالة لتنمية وتطوير مجتمعاتنا وذلك بطرحنا التساؤل التالي:-
كيف يمكن وصف واقع الدراسات السوسيولوجية   في جامعاتنا في ظل التحولات التي تعرفها المجتمعات العربية؟ وما هي سبل إنجاح هذه الدراسات لتحقيق مسارا صحيحا لتغير اجتماعي سليم في الوطن العربي؟

الأهداف:

- نهدف من خلال هذا الملتقى بحث واقع الدراسات السوسيولوجية في جامعاتنا العربية، وذلك بطرحنا في هذا الملتقى نقاطا أساسية للبحث والنقاش، ابتداء من الرجوع إلى ظهور وتطور علم الاجتماع في الوطن العربي وكيف تأثرت الدراسات السوسيولوجية في الوطن العربي بنشأة وتطور علم الاجتماع في أوربا ومن خلالها البحث عن طبيعة الأزمات وسبب المشكلات التي تواجهها الدراسات السوسيولوجية في بلادنا.
- كما نهدف من خلال هذا الملتقى إلى البحث عن دراسات تقييم لواقع الدراسات السوسيولوجية في الوطن العربي، وكيف يمكن لنا تحقيق دراسات سوسيولوجية من واقعنا الاجتماعي في الوطن العربي.

المحاور:

المحور الأول: ظروف نشأة علم الاجتماع في الوطن العربي (بين استيراد العلم كغيره من العلوم/ إنطلاق العلم من واقعنا الاجتماعي).
المحور الثاني: اتجاهات الدراسات السوسيولوجية عند رواد علم الاجتماع في الوطن العربي
المحور الثالث: مشكلات الدراسات السوسيولوجية في الجامعات العربية (النظرية والمنهجية)
المحور الرابع: سبل بناء دراسات سوسيولوجية واقعية في الوطن العربي (رسم مؤشرات مستقبلية لعلم الاجتماع في الجامعات العربية)

شروط المشاركة:

- ترسل المداخلات كاملة عبر بريد المخبر:   socio_biskra@yahoo.fr
- يشترط  ألا تكون المداخلات المرسلة مقالة أو مداخلة تم المشاركة بها في ملتقيات سابقة.
- تقبل المداخلات الفردية أو المقدمة باسم وحدات أو فرق ومخابر البحث مع توضيح اسم المسؤول عن عرض الورقة البحثية بدقة.
- تصبح المداخلات المقبولة ملكا للمخبر ويحق له التصرف فيها ونشرها بما يراه مناسبا، ولا يحق للباحث نشرها دون موافقة خطية من رئيس المخبر.
- تحرر المشاركات بـ Microsoft Word وترسل مطبوعة عن طريق البريد الالكتروني في حد أقصاه 20 صفحة .
- تكتب المادة العلمية العربية بخط من نوع Simplified Arabic 12 Gras أما الفرنسية أو الانجليزية فتقدم بخط من نوع Times New Romanمقاسه 12.
- هوامش الصفحة تكون كما يلي: أعلى 02 أسفل 02 يمين 02 يسار 02 رأس الورقة 1,5 أسفل الورقة 1,25 حجم الورقة مخصص (16*24)
- تضبط الجداول والأشكال مرقمة ومعنونة وفقا لهوامش الصفحة الآنفة الذكر، ويستحسن أن تعد بالطريقة الآلية أي بالبرامج المخصصة لها.
- يرقم التهميش والإحالات بطريقة آلية Note de fin على أن تعرض في نهاية الورقة البحثية بالترتيب التالي: اسم المؤلف: عنوان الكتاب أو المقال، عنوان المجلة أو الملتقى، الناشر، البلد، السنة، الطبعة والصفحة.

مواعيد مهمة:

- ترسل المداخلات كاملة مرفقة بأهم التوصيات قبل تاريخ: 04 نوفمبر 2014
- الرد على المداخلات المقبولة: 12 نوفمبر 2014
- استقبال المشاركين يكون بتاريخ: 08 فيفري 2015
- تاريخ انعقاد الملتقى يومي : 09/ 10 فيفري 2015.

الاتصال:

قاعة المحاضرات الكبرى - القطب الجامعي شتمة - جامعة محمد خيضر بسكرة - الجزائر
الهاتف: 98 61 48 73 07  أو 58 12 50 33 0 (213+)
البريد الالكتروني: socio_biskra@yahoo.fr
مسئولية الباحث: النقل الخارجي
مسئولية الجهة المنظمة: الإقامة والإعاشة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معايير الصدق والثبات في البحوث الكمية والكيفية

أ.د فضيل دليو جامعة قسنطينة3 مقدمة   من المعروف أن البحوث في العلوم الاجتماعية قد تصنف تبعا لمؤشر طبيعة البيانات المستخدمة إلى بحوث كمية وبحوث كيفية. تَستخدِم الأولى تقنيات كمية مباشرة وتلجأ إلى العد والقياس والإحصاء... أما البحوث الكيفية فهي غالبا ما تخلو من التكميم والقياس، ولا تستعمل التحاليل الإحصائية بل تعتمد على التحليل الكيفي وتركز على الفهم من خلال التفاعل مع الموضوع والظاهرة المدروسة.

أهم ثمانية كتب حول نظريات علوم الإعلام والاتصال

باديس لونيس كثرت في الآونة الأخيرة حركة التأليف في مجال علوم الإعلام والاتصال بتخصصاته المختلفة في المنطقة العربية، ولكن مع هذه الحركة والحركية يبقى مجال نظريات الإعلام والاتصال يحتاج إلى مزيد من الاهتمام. ليس من ناحية الكم فقط ولكن من ناحية الكيف بشكل خاص. لأن ما يُنتج هنا وهناك صار مبتذلا بشكل واضح، بل إن الكثير من الذين استسهلوا هذا المجال لم يكلفوا أنفسهم عناء إضافة أي شيء جديد حتى ولو كان من باب تنويع المراجع أو من باب التحليل والنقد، ما يفتح الباب واسعا حول التساؤل عن جدوى التأليف مادام صاحبها يجتر ما هو موجود أصلا من دون إضافة؟ هذا فضلا عن الحديث عن السرقات العلمية الموصوفة وذلك موضوع آخر.

"جمهور وسائط الاتصال ومستخدموها"، كتاب الدكتور قسايسية الجديد

تدعمت المكتبة العربية في الايام القليلة الماضية بإصدار جديد عن دار الورسم للدكتور الجزائري علي قسايسية، عضو هيئة التدريس بكلية العلوم السياسية والإعلام بجامعة الجزائر3. الكتاب جاء تحت عنوان: جمهور وسائط الاتصال ومستخدموها (من المتفرجين الى المبحرين الافتراصيين).